يوم لا أنساه : الأب بطرس دانيال : كنت حارسا للجنود المسلمين أثناء إفطارهم

عندما ألتقيت بالأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما كنت أتوقع منه أن يحدثني عن الفن والفنانين خاصة وأن هذا المركز فريد من نوعه ليس بمصر وحدها بل في منطقة الشرق الأوسط ومهمته تشجيع الفن النظيف، و"أبونا دانيال" يشغل هذا المنصب منذ سنوات وعلاقته متميزة بكل العاملين في مجال الفن.. ولكن محدثي أختار أن يذكر لي ذكرياته عندما كان مجندا بالقوات المسلحة سنة 1992.
يقول: تم تجنيدي بسلاح المشاة وكان مركز عملي بالسلوم على الحدود مع ليبيا، وكان الجميع يعلمون أنني راهب، ولذلك فوجئ الجميع عندما طلبت أن تكون خدمتي في الحراسة أثناء شهر رمضان وقت تناول الإفطار بالضبط حتى يستريح إخواني المسلمين ويتناولون طعامهم براحتهم بعيدا عن الواجبات العسكرية. وكانت لتلك اللفتة الإنسانية تأثيرا كبيرا في النفوس، وأصبحت عند الجنود والضباط بمثابة "فرخة بكشك" بالتعبير العامي.
ويضيف قائلا : أقتربت كثيرا بعد ذلك من قياداتي، وكان من بينهم ضابط يدعى "محمد عبدالعاطي" طلب مني أن أوقظه لصلاة الفجر! وهذا ما حرصت عليه وكنت أفعله دوما، كما أنني ساعدته كذلك في الإقلاع عن التدخين بناء على طلبه أيضا بطريقة هادئة.
قلت له بعدما إنتهى من رواية ذكرياته في الجيش: كلامك جميل يا سيدي، لكنني أريد منك "لقطة" عن ذكرياتك في الموقع الذي تشغله حاليا خاصة وأنه يجمع بين الفن والدين وهذا أمر فريد من نوعه ؟
رد قائلا : أجمل ذكرياتي عندما كنت أصطحب معي أصدقائي من الفنانين ونذهب سويا لزيارة مرضى السرطان من الأطفال.. فعلنا ذلك أكثر من مرة وتركت تلك الزيارات أثرا طيبا في نفوس هؤلاء ، ولا أنسى تلك الأيام أبداً وأنوي تكرارها من جديد كلما سنحت الفرصة.