ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 9 يناير 2020

ست الكل : في ذكرى رحيلها "الست دي أمي"


أمي واسمها بالكامل "لواحظ عبدالمجيد المهيلمي". ولم يكن أحد يناديها بهذا الاسم أبدا، بل هي معروفة بين الجميع بلقب "لولا" بضمة على حرف اللام وربنا يرحمها ألف رحمة ، أما أبي الكاتب الشهير ذائع الصيت إحسان عبدالقدوس رحمه الله فهو معروف بين كل المقربين منه باسم "سانو"، وإحسان هو فقط الإسم الرسمي! ولأبي تعبير لطيف في هذا الموضوع حيث يقول: "لولا لولا ما نجح سانو". فتلك حقيقة كان رحمه الله يكررها دائماً ، فكل هذا المجد الذي وصل إليه يرجع فضله فيه إلى صاحبة الفضل أمي.. أو لولا.. وأنا شخصيا لم أكن أناديها أبداً بلقبها الشهير بل بأغلى اسم في الوجود "ماما".
وهناك حكمة شهيرة تقول : وراء كل عظيم أمرأة ، ودوما تساءلت: لماذا هي وراءه ولا تكون بجانبه، ومن حياة أمي عرفت الإجابة ، فهي تعيش في الظل مكرسة حياتها لبيتها وزوجها وأولادها بعيدة عن الأضواء وعالم الشهرة، ودورها بالغ الأهمية في نجاح كل من تشملهم برعايتها.
وهناك مقولة معروفة لأبي يقول فيها هناك من يظن أن الزوجة الجالسة في بيتها عاطلة عن العمل ، وهذا كلام غير صحيح ، فزوجتي دوما أراها مشغولة، وليس عندها وقت فراغ أبدا.
والحقيقة أنني نشأت بين أسرة "الست" فيها حاجة كبيرة قوي، تتحمل المسئولية الكبرى في إدارة شئون بيتها ، طبقا للحكمة الشهيرة :"المنزل مملكة المرأة"، وهي نظرية صحيحة وتنطبق علينا تماما، فأمي هي الملكة ونحن رعاياها، وأبي يعطيها مرتبه كله لأنه واثق أنها ستتصرف فيه بحكمة، ويأخذ منها مصروفه، وكذلك نحن الأولاد أنا وشقيقي أحمد ، فالمصروف عند لولا، لأن سانو كل فلوسه معها.
وكانت أمي مسئولة عن كل شيء في حياة أطفالها وحياة أبي مثل إعداد ملابسنا التي سنرتديها، والطعام الذي سنأكله وشئون الدراسة والمذاكرة وكل ما يتعلق بإدارة شئون الأسرة أما أبي فمهمته الوحيدة في الدنيا هي الإبداع والكتابة ولا يتدخل في إدارة شئون المنزل إلا إستثناء وللضرورة طبقا لنظرية المنزل مملكة المرأة.
وقد تميزت "لولا هانم" كما كان البعض يناديها بأمرين أساسيين :
1_ الإدارة الحازمة للمنزل، وهي ذكية وشاطرة، تعرف كيف تستقبل ضيوف "سانو" وترضيهم وتقدم بيتها في أحلى حلة، ودوما يتشرف بها، بالإضافة إلى أنها "حلالة للمشاكل"، فكل أزمة تجد مخرجها عند لولا فهي بمليون راجل ، وأبي أصبح من الأثرياء بفضل أمي التي عرفت كيف تدير فلوسه وتنميها.
2_ قلب من ذهب اتسع لزوجها وأولادها ، فأبي كاتب فنان وله طبيعة خاصة في المعاملة خاصة وأنه معبود النساء ، فلابد من قلب كبير لإستيعابه، ولا تصلح لهذا الأمر إلا واحدة من طراز أمي لا تجد مثلها في هذه الدنيا الفانية إلا قليلا أو قل نادرا، ورغم كثرة معجباته، فإن حبه الكبير بقى راسخا لصديقة عمره وشريكته في الحياة. ودوما تحمل أعباء أولادها وهمومهم حتى بعد أن تزوجوا.. وكنا دوما مطمئنين ما دامت السيدة العظيمة معنا.. وعندما مرض أبي قبل رحيله عن الدنيا بسنتين كان لأمي صبر أيوب في محنته الصحية حتى رحل في يناير سنة 1990م، ولم تطق فراقه ورحلت بعده بأربع سنوات بالضبط، وفي ذات الشهر وهي تستعد لإحياء ذكراه يوم 7 يناير عام 1994..ربنا يرحمها ويرحمه ويرحمنا جميعا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق