حكايات حقيقية أغرب من الخيال - رأيت النيران الهائلة تنطفئ وحدها

في حياة العميد "محمد علي" رئيس مطافئ الجيزة سابقا مواقف في مجال عمله الذي يزيد على ربع قرن من الزمان ، لكن أغرب هذه المواقف كلها هذه الواقعة.
صدر أمر إلى مطافئ القاهرة بضرورة التحرك إلى السويس لمكافحة حريق ضخم شب في منطقة الزيتية حيث توجد آبار بترول بعد أن ضربتها إسرائيل.
كان أكبر حريق رأيته في حياتي ، بل هو في الواقع مجموعة هائلة من الحرائق.
انحصر جهدنا في محاصرة النيران وإبعادها عن معمل التكرير الذي كان ضياعه ضياع 220 مليون جنيه من أموال مصر، فقد كان أكبر معمل تكرير على مستوى الجمهورية في ذلك الوقت.
ونجحنا بالفعل في إطفاء نيران بعض الخزانات، وأصبح الأمل في السيطرة على النيران في وقت قصير قويا.
وفجأة دوى أنفجار هائل.. انفجر خزان كبير وغمر الموقع كله زيت البترول المشتعل.. كانت النيران المجنونة تمتد بسرعة فائقة في كل إتجاه وضاعت كل الجهود التي بذلت من قبل للسيطرة على النيران بل أصبح معمل التكرير الرئيسي معرضا للخطر الشديد.
ويكمل ضابط الإطفاء روايته قائلا : وسط اليأس وضياع الأمل رأيت ما لم أكن أتوقعه أبداً ولم أشاهده في حياتي من قبل.. النيران المجنونة الزاحفة في كل إتجاه تنحصر تلقائياً ويتوقف زحفها وتتجمع لتنحصر في مكان واحد هو خزان البترول الذي وقع فيه الانفجار.. وكبر الجنود والضباط ، وعادوا من جديد بهمة ونشاط لمكافحة النيران حتى استطاعوا السيطرة عليها في النهاية..
قدرة الله سبحانه وتعالى أقوى من كل كارثة.