عجائب عبد القدوس - أعتذر لسيدتي المعجزة بسبب الوباء القاتل

ذكرى رحيلها كانت قبل أيام ، لم يتمكن أحد من الاحتفال بها بسبب الوباء القاتل! أعتذر لك يا سيدتي مليون مرة!! ولا شك أن تعبير سيدتي المعجزة أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب وتساءلت : ما الذي جعلك تعتبر هذه الإنسانة معجزة في عصر إنتهى فيه المعجزات! والعلم وحده هو القادر على ذلك حتى جاء الوباء القاتل فأكتشفنا أنه هو أيضا "ولا حاجة" إلى جانب ما يجري في الكون!!

وأقول لحضرتك أنه بالعقل والمنطق سيتأكد لك أن سيدتي التي أقصدها إنسانة إستثنائية بكل المقاييس إذا لم تعجبك كلمة معجزة!!

وتفاصيل ذلك أنها جاءت إلى مصر قادمة من بلاد الشام وتحديدا مدينة طرابلس اللبنانية أوائل القرن العشرين الميلادي دون أن يكون لها أي سند في الحياة! فهي يتيمة الأبوين ولم يكن لها في بلادنا أقارب ولو من الدرجة العاشرة!! وكان مصيرها الطبيعي هو الضياع خاصة وأنها عملت في البداية بمجال الفن!! لكنها حافظت على نفسها ونجحت وتفوقت في المسرح وأصبحت نجمة وأطلق عليها النقاد لقب "سارة بيرنار" الشرق، وهي أشهر ممثلة عالمية في ذلك الوقت ، وبعد ذلك أتجهت إلى الصحافة ومع إنها لم تتلق من العلم إلا قليلا إلا أنها أنشئت مجلة ناجحة جدا ، وهي المجلة الوحيدة في العالم كله التي تحمل اسم صاحبها ، فلا توجد مطبوعة صحفية في الدنيا تسمى باسم مؤسسها، لكن سيدتي المعجزة فعلتها وأصبح أسمها واسم مطبوعتها جزء لا يتجزأ من الحياة المصرية! وقد تزوجت أكثر من مرة ، وأبنها نال شهرة فائقة في مجال كتابة القصة واعتبره الكثيرون أفضل من كتب عن المرأة في حكاياته! كما كان له صولات وجولات في مجال الصحافة والسياسة ، ولأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط كله يكسر المطبوعة الصحفية التي يرأسها حاجز المليون نسخة أسبوعيا.. وأظن أن حضرتك بذكاءك قد عرفت من أقصدهم.. أنها جدتي المعجزة روزاليوسف وأبنها حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس ، وربنا يرحم الجميع.