مقتطفات رمضانية : معجزة من أول يوم!

القرآن الكريم معجزة النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على صدق رسالته، ومعجزات القرآن واضحة منذ بدء نزول الوحي في ليلة القدر.. خذ عندك مثلا الآية الكريمة التي نزلت في تلك الليلة والتي تبدأ بقوله تعالى : "أقرأ باسم ربك الذي خلق ، وتنتهي بقوله: الذي علم بالقلم.. علم الإنسان ما لم يعلم". 

والمعجزة هنا هو كلمة "علم بالقلم".. فهي جاءت في بيئة أمية تماما، الجهل فيها منتشر، ولم يكن للقلم في ذلك الوقت أي أهمية.. ليس في الجزيرة وحدها، لكن في العالم كله ، وكان يمكن حذف القلم دون الإخلال بالمعنى.. كأن تكون الآية مثلا : الذي علم الإنسان ما لم يعلم.
والله سبحانه وتعالى علام الغيوب.. يعرف أن القلم سيلعب دورا أساسيا في تطور البشرية ونضجها ولذلك ذكره عند بدء الرسالة برغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي نزل عليه الوحي لا يعرفه.
والغريب أن العالم كله خاصة في أوروبا وأمريكا واليابان وغيرها أدركت أهمية القلم، أما في العالم الإسلامي فما زالت الأمية منتشرة والجهل غالبا بعد خمسة عشر قرنا من نزول الوحي.. عجائب.

  (أسمها ليلة القدر)
قال العلماء عن معناها، إنها قد تعني التقدير والتدبير، وقد يكون معناها القيمة والمقام وكلاهما يتفق مع ذلك الحدث الكوني العظيم. وهي خير من ألف شهر كما جاء بالقرآن ، والعدد لا يفيد التحديد في مثل هذه المواضع من القرآن ، إنما هو يفيد التكثير، فهذه الليلة خير من الآف الشهور في حياة البشر التي إنتقضت دون أن تترك في الحياة بعض ما تركته هذه الليلة المباركة من آثار وتحولات.
والجدير بالذكر أن ليلة القدر جاء ذكرها كذلك في سورة الدخان: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم".
(وما أدراك ما ليلة القدر)
تعبير دقيق جاء عن هذا الحدث العظيم في سورة القدر: وما أدراك ما ليلة القدر ؟
إنها بالفعل ليلة كانت بداية لتغيرات هائلة لم تخطر على بال أحد ، تغيرات فيها أقدار أمم ودول وشعوب، بل حدث ما هو أعظم ، تغيرات جذرية في القلوب والعقول الإنسانية.. ويالها من طفرة وصدق من قال : "وما أدراك ما ليلة القدر".