ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 10 أكتوبر 2021

عجائب عبد القدوس - يارب لماذا أخذت حبيبي؟


كانت بينهما عاطفة كبيرة، وإتفقا على الزواج بعد خروجه من الجيش! 

وكان قد تم تجنيده سنة ١٩٧٢م بعد إنتهاء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة! 

ولأنه شاب متميز فقد أصبح ضابط "أد الدنيا"، ومثله لا يصلح أن يكون مجرد جندي! 

وبالطبع لم تكن سعيدة بهذا الوضع فهذا يعني أن بقاءه بالقوات المسلحة سيطول! 

ونشبت حرب أكتوبر، وأتصل بها في بداية المعركة ثم إنقطعت أخباره! 

وكانت تعلم أنه في الخطوط الأمامية فهو أحد المسئولين عن إقامة الكباري اللازمة لكي يعبر جيشنا إلى سيناء! 

وفوجئت يوماً بالخبر اليقين .. إستشهد حبيب العمر في غارة جوية أثناء قيامه بأداء واجبه ومات بطلا! 


وثارت ضد القدر! كانت تنظر إلى السماء وفي عينيها نظرات حائرة وهي تتساءل: لماذا أخذت حبيبي وقضيت على سعادتي في الدنيا؟ 

وتوقفت عن العبادات! فلم تعد تصلي، وفي رمضان سنة ١٩٧٤م أفطرت علنا! وتدهورت أحوالها النفسية إلى حد بعيد! وأوشكت على الجنون! 

وفي يوم جاءها في المنام حبيب القلب، وقال لها: علمت إنك تفكرين في الإنتحار حتى تلحقي بي؟

 ردت وقلبها يدق: هذا صحيح، الحياة من غيرك لم يعد لها قيمة! قال: الدنيا عندكم لا تساوي جناح بعوضة .. دنيانا أحلى بكثير وأنا سعيد والحمد لله .. 

قالت: وماذا أفعل حتى أكون بجانبك؟ 

كانت إجابته: "إرتبطي بربنا وخليك ماسكة فيه"! 

ثم إختفى! 

وكانت مفاجأة لأهلها عندما رأوا إبنتهم على سجادة الصلاة من جديد، وذهبت معهم لتأدية فريضة الحج ولم تتزوج، وعاشت حياتها زاهدة في الدنيا .. وتتساءل "متى أرحل من هنا، وأذهب إلى هناك، لأعيش في الدار الآخرة مع حبيب العمر"! 


وبعد.. 

هذه حكاية كتبتها منذ سنوات ونشرتها في "المصري اليوم"، واليوم أقدمها لحضرتك من جديد. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق