ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 17 أكتوبر 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - دماء في سيارة القاضي!



سلسلة من حوادث خطف حقائب النساء أثناء سيرهم في حي مصر الجديدة، خاصة في شوارعها الهادئة! 

وفي ذات الوقت توالت بلاغات عن سرقة السيارات، وتبين وجود صلة بين كل تلك الجرائم، فحوادث إختطاف شنط السيدات تتم بعربات مسروقة! 

وقامت الشرطة بتحرياتها لضبط الجناة! وأقيم العديد من الأكمنة لضبط اللصوص! 

وأخيراً سقطوا في قبضة العدالة، وتبين أنهم مجموعة من العاطلين يقودهم شاب شديد الذكاء إستخدام ذكاءه في الشر، فهو بارع .. ولكن في السرقة!! 

وأمام اللواء "إسحاق العشماوي" المسئول عن مكافحة لصوص السيارات إعترف المتهم بجرائمه المتعددة والمتنوعة!! سواء في إيذاء بنات حواء بسرقة حقائبهن أو في السطو على السيارات التي يستخدمها في جرائمه!! 

وبلغ عدد حوادث العربات المسروقة التي أرشد عنها تسعة عشر سيارة يقوم بسرقة ما فيها ويتركها وهي أشبه بالخردة!! وكذلك كان يفعل مع شنط النساء!! 

وكان المفترض بعد تلك الإعترافات التفصيلية من المتهم أن تكتف الشرطة بالنتائج الإيجابية التي وصلت إليها معه وتغلق ملفه بعدما تحيله إلى العدالة ليأخذ جزاءه! لكن كان هناك سيارة قاض مسروقة لم يعرف بعد سارقها! وأنكر المتهم علمه بها قائلاً: "لست الحرامي الوحيد في البلد"! 

لكن كان هناك أكثر من دليل على أنه اللص، وعند مواجهته بهذه الأدلة قرر الإعتراف بشرط أن يصدق الضابط المحقق قصته! ووعده اللواء "إسحاق العشماوي" بذلك!! 

وقال الجاني أن سيارة القاضي هي الوحيدة التي لم يعبث بها، بل أصابه الفزع عندما شاهدها وقرر التخلص منها على الفور فأغرقها في ترعة الإسماعيلية!! 

وأصابت الدهشة الضابط المحقق من هذا الكلام وسأله عن أسباب هذا الفزع الذي إنتابه، فكان جواب اللص أنه عندما فتح الشنطة الخلفية للسيارة وجد فيها قميص ملوث بالدماء! فعرف أنه أمام جريمة قتل، فقرر التخلص من هذه العربة اللعينة فوراً قبل أن يتم إتهامه بأنه مرتكب تلك الجريمة!! 

ووجد اللواء إسحاق العشماوي نفسه في حرج شديد! فالقاضي في بلاغه لم يشر من قريب أو بعيد إلى هذا القميص الملوث بالدماء كما أن اللص يبدو صادقا في أقواله بل أنه متلهف إلى معرفة المجني عليه صاحب القميص. 

وأتصل ضابط الشرطة بالقاضي وهو متردد، فالقضاة هم رموز العدالة وحصنها فكيف إذن وصل هذا القميص الملوث بالدماء إلى سيارة حضرة القاضي؟؟ 

قال له الضابط: "حضرتك في بلاغك نسيت أن تذكر أنه في الحقيبة الخلفية يوجد قميص و .. " قاطعه القاضي فرحا: الحمد لله أنكم وجدتم سيارتي، وألقيتم القبض على اللص .. سآتي إليك فوراً! وعندما جاء حكى له حكاية القميص المثير للحيرة!! تبين أنه يخص شقيقه وقد قتل في حادث بالطريق حيث صدمه أتوبيس، فقامت أسرته بوضع ما تبقى من ملابسه في سيارة شقيقه القاضي إلا أنها سرقت!! وفي غمرة حزنه على أخيه وإنشغاله بتلقي العزاء نسى الإبلاغ عن هذا القميص ضمن موجودات السيارة، وإكتف بذكر أوصافها العامة!! 

وتم إستخراج العربة المسروقة من قاع الترعة وقد غمرتها المياه ونامت فيها الأسماك! لكنها سليمة ويمكن إصلاحها، وكانت ملابس المرحوم بداخلها! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق