ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - لم يكن سعيداً بعد إعتذار ناصر له



أخبرتك الأسبوع الماضي أن ظروف الإعتقال الثاني لحبيبي أبي عام ١٩٥٤م لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر حيث أتصل به "ناصر" وهو في السجن الحربي وإعتذر له عما جرى، والمؤكد أنه لا يوجد حاكم يتصل بمسجون سياسي لكي يقول له أنا آسف!! 

فتلك الواقعة لم تحدث أبدا في تاريخ السجون المصرية كلها في الماضي والحاضر والمستقبل كمان. 

ولا في أي دولة عربية من "المحيط الهادر إلى الخليج الثائر" بتعبير صوت العرب أيام زمان!! 

واراهن أن ما جرى لم يخطر على بال حضرتك ولم يدر في ذهنك أنه يمكن أن يقع في يوم من الأيام! لكنه حدث مع أبي، في واقعة لم تتكرر أبدا.

ومن فضلك راجع مقالي هذا الأسبوع الماضي وكان تحت عنوان "ظروف إعتقال أبي لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر" .

وكان من المفترض أن يكون "سانو" سعيداً لرد كرامته من حاكم مصر، لكنه كان على العكس زعلان وحزين ليس من أجل نفسه، ولكن من خوفه على الوطن كله! 

وأظن أن كلامي هذا يدخل في دنيا العجائب ويتطلب تفسيراً! و"سانو" وهو الاسم الذي كان متداولا داخل بيته وبين أصدقاءه المقربين قال القاهرة كلها عرفت خبر إعتقالي فور حدوثه رغم أن أيامها عام ١٩٥٤ لم يكن هناك دش ولا إنترنت ولا محمول، لكن لأنه شخصية مشهورة ومعروفة في المجتمع فقد إنتشر الخبر بسرعة البرق في العاصمة كلها، وتساءل حبيبي أبي: لكن ماذا عن الناس المجهولين الذين لا يعرفهم أحد والذين يتم القبض عليهم بإتهامات ملفقة كما حدث له!! هؤلاء بالتأكيد لن يجدوا من ينقذهم وسيذهبون وراء الشمس وقد تعرضوا لظلم فادح .. لذلك رأي والدي عن حق، وأن إختفاء الحريات وسيطرة الصوت الواحد على الإعلام والبلد كلها يفتح الباب لشر مستطير، وهذا ما أكدته الأيام بعد ذلك! ورب ضارة نافعة، فبعد إغلاق الباب أمام الصحافة الحرة إتجه نحو مزيدا من الإنتاج الأدبي، وجعل الأدب يأت في المرتبة الأولى بعدما كان وقته كله مشغولاً في عمله الصحفي! 

وأنطلق في مجال الإبداع الأدبي، وقال من خلال رواياته وقصصه مالم يستطع قوله في كتاباته السياسية!! 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق