ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 11 أكتوبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - ظروف إعتقال أبي لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر



المؤكد أن الدهشة أصابتك، وإعتبرت عنواني هذا يدخل في دنيا العجائب وحضرتك تتساءل عن ظروف هذا الإعتقال الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر! 

وأراهن أن حضرتك راهنت على أن حبي لحبيبي جعلني أبالغ وأضع عنواناً مثيرا بعيد عن الحقيقة لجذب الإنتباه!! 

لكن ما رأيك أنني متمسك جدا بما قلته بل وأضيف إليه أن ما جرى له لن يتكرر أبدا في المستقبل كذلك!! 

وأتمنى أن تقول حضرتك بعدما تقرأ المقال: معك حق .. ظروف إعتقال إحسان عبدالقدوس رحمه الله خاصة جداً ولم يسبق لها مثيل في تاريخ بلادنا ولا في الدول المجاورة كذلك من بلاد أمجاد يا عرب أمجاد!! 

ترى ما حدث .. 

وأبدأ الموضوع من أوله إحسان عبدالقدوس المعروف في أسرته وأصدقائه المقربين باسم "سانو" دخل السجن مرتين .. 

الأولى كانت عام ١٩٤٥م في العهد الملكي بعدما إنتقد السفير البريطاني "لورد كيلرن" وطالب برحيله. 

وبعدما عاد من وراء الشمس كان في إنتظاره مكافأة ضخمة من والدته "روزاليوسف" تمثلت في تعيينه رئيساً للمجلة التي تصدرها، وكان ذلك عام ١٩٤٥م. 

والمرة الثانية بعدها بتسع سنوات عام ١٩٥٤م عندما طالب بالديمقراطية في مصر! وقد مكث في المعتقل ثلاثة أشهر من أبريل حتى يوليو من ذات العام. وبعد خروجه عمل "ناصر" قائد الثورة على مصالحته وتطييب خاطره فدعاه أكثر من مرة إلى بيته في جلسات ودية!! 

لكن حبيبي أبي تغيرت معاملته تجاه حاكم مصر، ولم يعد يناديه باسم "جيمي" كما كان يفعل سابقاً، وإكتسى التعامل بينهم بطابع رسمي!! 

وبعد خروجه من السجن ببضعة أسابيع فوجئ بما لم يخطر له على بال وهو إقتحام البوليس الحربي لمنزله من جديد، وساقوه إلى السجن الحربي مرة أخرى!! وتعجب أبي مما جرى له، كان بالأمس مع "عبدالناصر" فما الذي حدث!! 

وأطلق خياله ليمكنه أن يتعرف على تهمته الجديدة ولكن دون جدوى!! وعندما وصل إلى السجن وجد في إستقباله "أحمد أنور" قائد البوليس الحربي و"حمزة البسيوني" المسئول عن هذا المعتقل، وكلاهما إشتهروا بالوحشية وسوء الأدب مع المعتقلين. 

وإنطلقت الشماتة من عيونهم وهم ينظرون لأبي!! وإتهموه بأنه عدو للثورة!! وقالوا أن معهم دليل هذه المرة ويتمثل في إعتراف "ساعي" بروزاليوسف بأن إحسان عبدالقدوس كلفه بتوزيع منشورات ضد النظام الحاكم!! 

وأصيب أبي بالذهول من هذا الإتهام الملفق تماماً، وأنطلقت إبتسامة ساخرة رغماً عنه زادتهم حقداً عليه، وتطاولوا عليه بما لا يليق!! 

وقرر حبيبي إلتزام الصمت التام تجاه تلك التهمة الجديدة، فهي أتفه من أن يرد عليها!! وتم إيداعه في الزنزانة وشعر أنه متعب جدا وحاول النوم دون جدوى، وفجأة رأى باب الزنزانة يفتح ، وجاءه أحد الضباط قائلا: "حضرتك مطلوب للإدارة حالا يا باشا"!! 

وتعجب "سانو" من كلمات "حضرتك" التي لا تقال أبدا لأي معتقل ولا كلمة "باشا" كمان!! وتساءل ما الجديد الذي ينتظره!! وعندما ذهب إلى قيادة السجن رأى المعاملة قد تغيرت تماماً، وآخر إحترام وود مع أنهم قبل ذلك بوقت قصير كانوا عكس ذلك تماما!!

 وقال له اللواء "حمزة البسيوني" : "جمال عبدالناصر" عايز يكلم "سيادتك"!! 

وفكر أبي في الإعتذار عن المكالمة .. أليس هو الذي أصدر قرار بإعتقاله، ولكنه تراجع عن رأيه حتى لا يثير أي مشاكل، وعندما تناول سماعة الهاتف جاءه صوت "ناصر" وهو يعتذر بشدة عما جرى له!! ويقول ما جرى غلطة فظيعة لابد من محاسبة المسئول عنها!! 

وأضاف: "عبدالحكيم عامر" بجانبي وسيعتذر لك باسم الجيش كله!! 

وبعدها مباشرة خرج حبيبي أبي من السجن الحربي وتلاحقه كلمات الإعتذار من "أحمد أنور" قائد البوليس الحربي، و"حمزة البسيوني" المسئول عن هذا المعتقل الرهيب! 

وأسألك سؤالاً محددا: هل رأيت أو سمعت حاكم يعتذر لمعتقل دخل السجن في عهده .. وهل إقتنعت حضرتك بعدما قرأت مقالي بالعنوان "ظروف إعتقال أبي لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق