المؤرخون الذين يدرسون تاريخ مصر يؤكدون أن شعبها يتميز بمفاجآت تدخل في دنيا العجائب ، وله صبر غريب على الظلم والظالمين ، ثم ينفجر في النهاية في لحظة لا يتوقعها أحد أبدا.
وثورة مصر عام ١٩١٩ دليل واضح على ذلك.
فالإنجليز إحتلوا بلادنا عام ١٨٨٢م دون مقاومة تذكر ، وأكتسحوا جيش القائد الوطني "أحمد عرابي" الذي تصدى لهم بسهولة. وبدا أن الشعب المصري قد إستسلم لهم ، فلم تحدث أي إنتفاضة في مواجهتهم ، وأجرى الإحتلال تغيرات جذرية في القوانين دون إعتراضهم ،
وحاول الزعيم الوطني "مصطفى كامل" إشعال نار الوطنية في النفوس ، ولكن لم يلتفت حوله إلا جزء من المثقفين ، بينما الفريق الآخر معجب بالإنجليز وحضارتهم ، ويتطلعون إلى تحديث مصر على أيديهم!!
ثم جاءت مصيبة "دنشواي" حيث أعدم الإحتلال عدد من الفلاحين في تلك القرية ، ولم يكن رد الفعل مناسبا أبدا لما جرى ، واستمر الهدوء والسكينة ببلادنا دون مقاومة!
وكانت الحرب العالمية الأولى فرصة للخلاص من الإحتلال البريطاني الذي إنشغل في المعارك الطاحنة ، ولكن دون جدوى وخرجت بريطانيا من تلك الحرب كأقوى دولة في العالم.
وهنا وقعت المفاجأة الكبرى .. فلم تمض شهور على إنتهاءها حتى كانت مصر أول دولة في العالم كله تثور على الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس.
وكان السبب إعتقال "سعد زغلول" الذي وكلته الأمة للمطالبة بإستقلالها.
وإنفجرت الثورة في ٩ مارس .. بعد يوم من القبض عليه و ٣٧ عاماً من الإحتلال واحدثت تلك الانتفاضة الشعبية تغيرات كبرى في المجتمع المصري ..وعجائب على صبر أيوب!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق