ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 2 مارس 2022

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - القاتل أصابه خيبة أمل في أسماك البحر!!


قطعة من اللحم طافية بالبحر عند "الدخيلة" التي تقع في مدخل الأسكندرية شكلها غريب .. ولا أحد يدري هل هي من بقايا حيوان أو إنسان !! 

رئيس النيابة في ذلك الوقت "محمد شعيب" يحسم الأمر ويقرر بعد إنتشالها إحالتها إلى الطب الشرعي، وتكون نتيجة التحليل مفاجأة .. إنها بقايا فخذ إنسان آدمي!! 

ويقول المستشار "محمد شعيب" عملت في محراب العدالة ما يزيد على الثلاثين عاما، فلم أجد أغرب من هذه القضية! 

وكان سؤالي الأول فيها: وأين بقايا هذا الإنسان الذي وجدنا قطعة صغيرة من جسده؟؟ 

وكيف تم تمزيقه بهذه الطريقة؟؟ .. أي وحش هذا الذي إرتكب الجريمة بهذه الطريقة الشيطانية؟؟ 

وكانت الخطوة الأولى ضرورة الحصول على ما تبقى من جسده، وبدأت عمليات واسعة في البحر بمنطقة الدخيلة، وفي كل يوم كان يتم إنتشال أجزاء من الجسد .. يد، ذراع، قدم!! 

وبعضها الآخر أكلتها الأسماك!! 

وأخيراً تم العثور على رأسه، وكان هذا إنجازاً مهما!! 

وبدأ الطب الشرعي بمعمله محاولة لإعادة تركيب هذه الأجزاء لكي تشكل في النهاية جسم القتيل! وجاءت النتيجة مخيبة للآمال!! 

فالجسد شديد التشويه، وتنقصه العديد من أجزاءه! ولا يمكن التعرف عليه إلا بمعجزة!! 

ويقول المستشار "محمد شعيب": ربنا كبير، ساعدتنا قدرته في هذه الجريمة التي تشكل لغزا .. وتفاصيل ذلك أنه عند تعميم صورة جثة المجني عليه كانت الآمال ضعيفة في أن يتعرف أحد عليه! لكن جاءتنا نجدة من السماء عندما وصلنا بلاغ من "كفر الشيخ" تشكو زوجة غياب زوجها، وأن به علامة مميزة تتمثل في أن جزء من إصبع يده مقطوعة! ومن حسن حظنا أن اليد كانت من بين أشلاء الجسد الذي عثرنا عليه، وكانت به تلك العلامة، واعتبرت ذلك مفتاح لحل اللغز.

وتبين أن القتيل أستاذ جامعي مرموق ويعمل بإحدى الدول العربية، وأنه جاء إلى مصر في أجازة، وكان يقيم بمدينة "فوة" بلدته الأصلية بمحافظة كفر الشيخ.

وبدأت الشرطة تحرياتها الواسعة بعدما أمسكت بالخيوط الأولى للقضية، لكن المشكلة أنه لم يكن له أعداء على الإطلاق! بل كان محبوبا من الجميع لكرمه وسخاءه، وإنفاقه على أهل بلدته! 

وتبين أنه ذهب إلى الإسكندرية لقضاء بعض مصالحه، وإلتقى هناك بطالب في نهائي طب بالمدينة، وينتمي إلى ذات البلدة التي يقيم فيها القتيل.

ويقول المستشار "محمد شعيب": بدأت في مناقشته، وتأكدت أنه لم يكن بينهما أي خصومة! لكن "منظر الطالب" بصراحة لم يعجبني .. كان مضطرباً بطريقة تثير الشك! وبملاحقته بالأسئلة وقعت المفاجأة الكبرى، تبين أنه قتله، ورد بطريقته على مساعدة المجني عليه له وقت الشدة، ووقوفه إلى جانبه عندما طلبه لينقذه من أزمة مالية! 

وشكل إعتراف الجاني ما لا يصدقه عقل! حيث قرر أن المجني عليه كان "شهماً" وذهب إلى البنك الذي يتعامل معه بالإسكندرية وأعطى للطالب ما يساعده في غربته، لكن المجرم طمع في المبلغ كله الذي كان يحمله! ولذلك إستدرجه إلى المكان الذي يعيش فيه بالمدينة، وأعطاه مخدر، وسرقه! 

واحتار ماذا يفعل معه حتى لا تنكشف جريمته؟ 

ورأى أن أفضل حل أن يقتله!! 

فاستعان بأدوات الطب وقام بتمزيقه إربا صغيرة، بأيد خبيرة!! 

ثم أشترى عدة حقائب وضع فيها أشلاء المجني عليه! وألقاها تباعاً في البحر، وكان يأمل أن تأكله الأسماك! لكنها خيبت أمله، فلم تلتهم إلا بعض من أجزاءه فقط، وما تركه كان كافياً لفضح "الدكتور" القاتل، وبالطبع صدر الحكم بإعدامه بإجماع الآراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق