طلبت من صديقي الدكتور "حسام بدراوي" أن يحدثني عن إعجاز الله في خلقه كما يراها يومياً من خلال عمله كطبيب للولادة.
أجابني قائلا: أولاً عندي ملحوظة على كلمة إعجاز ومعجزات ، فلا أميل إلى إستخدامها كثيراً ، فالله لم يخلق الكون عبثاً ، فكل شيء بقوانين دقيقة ونظام مدهش ، والمعجزة تعني إستثناء أو خروجاً عن هذه القوانين ، وهو ما لا يرضى به أحداً.
ويضيف قائلاً: أحسد النساء على الحمل والولادة ، ودائماً أقول لهم ذلك ، فهن يشعرن بالخلق مرة أثناء الحمل ، وأخرى أثناء الولادة ، فهذه ميزة تتفوق بها حواء على الرجل ، وما يجري منذ بداية لقاء الرجل بالمرأة وحتى خروج الطفل إلى الحياة يؤكد وجود الخالق ، وتهتف لله قائلا وأنت تشاهد إبداع خلقه: "إيه العظمة دي".
ويشرح ما يعنيه قائلاً: صدق أو لا تصدق .. ينطلق ٤٠٠ مليون حيوان منوي من الرجل نحو بويضة المرأة في نظام عجيب وهذه الحيوانات تشبه السمكة في النهاية ولها ذيل ، ورأس حربة تطرق باب البويضة ثم تخترق إفرازات عنق الرحم للأم ، وتواصل السباحة داخل تجويف الرحم ومنها إلى أنبوبة "فالوب" حيث يتم اللقاء مع بويضة آتية من مبيض الأم ، وخلال هذه الرحلة تهلك كل هذه الملايين ، ولا يبقى منها إلا عدد يتراوح بين خمسة عشر إلى عشرين حيوان منوي فقط ، يتمكن واحد من هؤلاء من دخول البويضة ، بعدما تنقسم البويضة إلى إثنين ثم إلى أربعة .... إلخ.
ولا تملك إلا أن تقول اخلاقها من جديد: "إيه العظمة دي".
والجدير بالذكر أن كل ذلك يمكن مشاهدته بواسطة الميكروسكوب الإلكتروني الذي يقوم بتكبير الشئ إلى مائة ألف مرة.
ويقول الدكتور "حسام بدراوي': من خلال عملي كطبيب أستطيع أن أؤكد على إرتباط الكون ببعضه ، فالكون متماسك مترابط يقوم في النهاية على وحدة واحدة وهذا أمر طبيعي لأن خالقه واحد هو الله ،
ويضيف قائلاً: ترى الشمس مثلاً والكواكب تدور حولها ، وهذا يشبه ما يحدث في جسد الحامل .. البويضة هي المحور والحيوانات المنوية تلف حولها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق