في ذاكرة صديقي الدكتور "حسام بدراوي" واقعة لا ينساها أبدا حفزته دوماً إلى التفوق ، وكانت قد وقعت بعد أقل من أسبوع من تسلمه عمله كطبيب في "القصر العيني" في منتصف السبعينات من القرن العشرين ، فقد وصلت حالة لإمرأة بعد الولادة تشكو من نزيف حاد ، وكانت حالتها متأخرة جداً ، وحاول الطبيب الشاب إنقاذها ، لكن دون جدوى ، وكان الوقت قد فات ، وفاضت روحها إلى بارئها
وتأثر الدكتور للغاية من هذا الموقف .. فهذه امرأة تموت بين يديه دون أن يستطيع أن يفعل شيئ ، ودفعه هذا الحادث إلى أن يكون متفوقاً دائماً في عمله حتى لا يتكرر ما حدث من جديد ، رغم أن زملاءه وكذلك كبار الأطباء مثل الدكتور "محمد فياض" والدكتور "علاء شفيق" أجمعوا على أن نقص خبرته في ذلك الوقت لم يكن له أي دخل في وفاة تلك المرأة .. كانت حالتها متدهورة تماماً ، ولم يكن هناك أمل في إنقاذها.
(وانقذ أخرى بأعجوبة!)
ولأن الشئ بالشئ يذكر ، فهو يتذكر تماماً تلك الحامل التي وصلت وهي مصابة بمرض في الدم ، ورفض الأطباء زملاءه تحمل مسئوليتها ، لأنه يعني أن الولادة ستكون فاشلة ، ويمكن أن تموت الأم فيها !
وإذا نجحت فإن هناك إحتمالا كبيرا أن يخرج المولود إلى الدنيا مشوها ، وتوكل الدكتور "حسام" على الله ، وقرر قبول هذه المخاطرة الشديدة ، وفعلاً تم كل شيء بنجاح وسلام عكس كل التوقعات.
سألته: ممكن أعرف إسم المولود الذي خرج إلى الدنيا بمعجزة؟
أجاب: إسمه "حسام" على إسمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق