ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 8 يونيو 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - ١. ذكرى الكارثة: لم أبك على الهزيمة.. إنتابتني ثورة عارمة!



في الذكرى ال ٥٥ لمصيبة ٥ يونيو أقدم لحضرتك مقال قديم كتبه حبيبي أبي عبر فيه عن خواطره تجاه تلك الكارثة التي حلت بمصر .. 

يقول:

لم يصبني الإنهيار عندما تلقيت وأنا في مكتبي أنباء هزيمة ٦٧ .. كان النبأ صدمة مفاجئة ، فقد كانت تقديراتي ، وتقديرات كثيرين غيري ، لا تحسب حساب الهزيمة أو على الأصح كنت لا اتوقع الحرب كلها .. وقبلها .. قبل الهجوم الإسرائيلي .. تعمدت أن أتصل ببعض الشخصيات الرئيسية المسئولة ، لأقيس حساباتي بما لديهم من جداول الحساب ، وذلك برغم ما هو معروف عني من إنعزال عن جميع المسئولين ، وكانوا يطمئنونني.. بعضهم لا يتوقع الحرب ، ويعتقد أن كل ما يجري هو مجرد "خدعة" سياسية ، وبعضهم يؤكد أنه إذا بدأت الحرب فليس هناك أي إحتمال 

للهزيمة.. 

وهزمنا .. 

هزمنا بضربة واحدة.. 

ولم أقع منهارا ، ولم يطف بي إحساس اليأس برغم كل ما كان يجري يدع إلى اليأس.. ولم تتحرك الدموع في عيني كما تحركت في أعين كثير من زملائي وزميلاتي .. بل لم تتجسم أمامي صور آلاف الشهداء الذين سقطوا في سيناء خلال أيام .. إنما إنقلبت الهزيمة في صدري وفي عقلي إلى ثورة.. مجرد ثورة وطنية طاغية تشتعل في كل أعصابي وتحرقها ، وبدأت أكتب وأنشر معبراً عن ثورتي.. كتبت إننا قبل أن نقضي على آثار الهزيمة ، يجب أن نقضي على أسباب الهزيمة !!

وكتبت أن الهزيمة العسكرية قامت نتيجة الخطأ في التقديرات السياسية ، أي أن الهزيمة كانت أولا هزيمة سياسية.

إلى هذا الحد أخذتني ثورتي .. وربما كانت هذه الثورة هي التي أدت إلى إبعادي عن مجالات النشر ، وبقيت في بيتي عاماً كاملاً أعبر خلاله عن ثورتي لنفسي بنفسي.

وربما كانت سيطرة هذه الثورة على فكري هي التي أدت بي إلى أن أسير في طريق سرحان غير واع ولا مهتم بحماية نفسي ، فوقعت فريسة للسيارة التي صدمتني ، وكادت تقتلني لولا المعجزات التي قام بها أطباؤنا الذين سهروا حولي كأنهم يشتركون معي في تخطيط ثورة .. ثورة لإعادتي للحياة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق