ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 19 يونيو 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - مغامرة مجنونة .. سانو ولولا.. يأويان القاتل!



١٨ يونيو .. يوم خالد في تاريخ مصر .. وأراهن أن الغالبية الكبرى من شعب مصر لا تعرف شيئاً عن أهمية هذا اليوم خاصة جيل الشباب ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب!! 

وزمان كان عطلة رسمية في الدولة حتى وقعت مصيبة عام ١٩٦٧ ، فنسى الناس ما جرى بسبب البلوى الجديدة التي حلت بهم!! 

إنه اليوم الذي تم فيه خروج آخر جندي إنجليزي من مصر عام ١٩٥٦ بعد الإحتلال البريطاني الذي دام ٧٤ عاماً.

وبهذه المناسبة أعرض عليك صولات وجولات أبي "إحسان عبدالقدوس " رحمه الله مع المحتل البريطاني.. كان "سانو" جرئ في مواجهتهم وشجاعته تستحق عشرة على عشرة.. و"سانو" هو الإسم الذي إشتهر به داخل بيته وبين أصدقاءه المقربين بدلاً من "إحسان".

وأولى مواقفه تظهر في دخوله السجن عام ١٩٤٥ بسبب مقال ناري كتبه ضد السفير البريطاني "لورد كيلر" يطالب بطرده بسبب تدخله في شئون مصر ! 

وكانت الحكومة المصرية حريصة جداً على علاقتها مع إنجلترا خاصة بعد خروجها منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية ، فلم تجد بداً من حبس "سانو" .

والموقف الثاني يدل على شجاعة فائقة ، لا يقدم عليها إلا إنسان وطني كاره للإنجليز ومستقبله كله كان مهدداً بالخطر والضياع ، لكنه رضي بتحمل النتائج مهماً كان الثمن .. 

وتبدأ هذه الحكاية بعد أقل من سنة من ذهابه وراء الشمس بسبب مقالته ضد سفير دولة الإحتلال .. وفي يناير من عام ١٩٤٦ فوجئت مصر كلها بإغتيال "أمين عثمان باشا" أحد أقطاب الوفد والجاني إسمه "حسين توفيق" .. وقد أطلق عليه الرصاص أثناء دخوله مقر الصداقة المصرية الإنجليزية بشارع "عدلي" في قلب القاهرة.. والمعروف عنه شدة ولائه للإنجليز حتى أنه إشتهر بعبارة خلاصتها العلاقة بين مصر وإنجلترا "زي الزواج الكاثوليكي لا تنفصم أبدا" .

وقامت الدنيا ولم تقعد بعد حادث الإغتيال ، فهو الثاني من نوعه في أقل من سنة بعد إغتيال رئيس الوزراء "أحمد ماهر باشا" داخل البرلمان عام ١٩٤٥.

وتم القبض على قاتل صديق الإنجليز بعد مطاردة.

وحدثت مفاجأة قبل محاكمته ففي أثناء نقله لمستشفى "القصر العيني" للعلاج إستطاع الهرب بعد خطة محكمة وضعها زملاءه الذين ضمتهم منظمة سرية وكان من بينهم الرئيس "أنور السادات" ، و"محمد إبراهيم كامل" الذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية ثم استقال إحتجاجا على"كامب ديفيد " التي عقدها زميل الكفاح القديم مع بني إسرائيل !! 

وعرضت تلك المنظمة على حبيبي أبي إستضافة "حسين توفيق " عدة أيام لحين تهريبه إلى الخارج.

ولم يتردد "سانو" في الموافقة ورحبت به زوجته"لولا" وهذا هو اسم والدتي الذي اشتهرت به بدلاً من اسمها الأصلي "لواحظ عبدالمجيد المهلمي"..

وكان "سانو ولولا" خير معين للقاتل الوطني الهارب.

و"لولا" تكتب بضم اللام! وإستضافة "حسين توفيق" داخل بيتها في الدور السادس من عمارة "سيف الدين" مخاطرة كبرى ، فالعمارة تقع بقلب القاهرة في شارع "القصر العيني" على بعد خطوات من مجلة "روزاليوسف " في مقرها القديم بشارع "حسين حجازي ", وبالقرب منها يقع البرلمان ، كما أن جيران العمارة فيللا كبيرة يقع فيها مقر جريدة "المصري" التي تعبر عن "الوفد" والقتيل كان من أبرز أعضاءه!! فيمكن إذن كشف مكانه بسهولة, وبدأت حملة مطاردة واسعة للبحث عن القاتل الهارب ، ورصدت الحكومة مبلغ خمسة آلاف جنيه لكل من يساعدها في القبض على المجرم!! وهو مبلغ كبير جداً جداً بمقاييس تلك الأيام البعيدة عام ١٩٤٦، وفي نفس الوقت كان الراديو يذيع تحذيراً "كل شوية" من إيواء القاتل الهارب ، ويتوعد من يفعل ذلك بأشد العقاب، لكن "سانو ولولا" خاضوا هذه المغامرة المجنونة بشجاعة حتى مرت بسلام وتم تهريب "حسين توفيق" رحمه الله إلى خارج مصر.

وبعد سنوات كتب "إحسان عبدالقدوس " قصته الرائعة "في بيتنا رجل" وهي قصة حقيقية تماماً مستوحاة من تجربته الشخصية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق