لاحظت فى الإعلانات الضخمة التى تملأ شوارع العاصمة وتدعو الناس للاستفتاء بـ"نعم" على الدستور أن30 يونيو تم وضعها قبل 25 يناير، وقد تقول حضرتك إن تلك ملاحظات شكلية ولا قيمة لها والإعلان كله غلط فى غلط من أوله إلى آخره! وهذا صحيح، ولكن صاحب الإعلان وهو الدولة يريد توصيل رسالة للجمهور، فهو يقول للجمهور: انحازوا إلى الدستور من أجل 30 يونيو -ويضعها فوق 25 يناير ومكانها تحت- وهذا أمر طبيعى عنده، فالانقلاب الذى أطاح بأول رئيس مدنى منتخب كان خيرا وبركة عليه، بينما الثورة التى أجبرت مبارك على التنحى كارثة على كل الأجهزة الحاكمة أو ما يسمى بالدولة العميقة!
وأشرح ما أعنيه قائلا: هناك فارق كبير جدا بين 25 يناير الخالدة وما جرى في30يونيو! فالأولى كانت ثورة بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معنى. تصدت لكل أجهزة الدولة ونجحت فى توجيه ضربة قاصمة لها خاصة الداخلية، وأسقطت مبارك من عرشه برغم أنف الدولة العميقة التى كان يسيطر عليها.. وفى 30يونيو رأينا المشهد مختلفا؛ حيث تعاونت كل أجهزة الدولة مثل الشرطة والجيش والقضاء والإعلام والوزارات المختلفة من أجل الإطاحة بالرئيس الشرعى المنتخب، وافتعلت الأزمات فى البنزين والكهرباء وغير ذلك من أجل إجبار المواطن العادى على النزول إلى الشارع والاحتجاج على حكم الإخوان، وهكذا نجحت الخطة الشيطانية، ويجب الاعتراف بأن هناك أخطاء من الجماعة ساعدت على ذلك!
والمشهد السياسى تغير كلية، فثورة يناير أدت إلى أن يكون الشعب أقوى من الجيش والشرطة، 30 يونيو أعادت إلى القوات المسلحة سيطرتها على بلادنا كما كان الوضع فى مصر خلال الستين عاما الماضية منذ سنة 1952.. يا خسارة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق