ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 5 ديسمبر 2013

المصري اليوم-, سجينات الإسكندرية وطلبات الزواج!

أتابع عن قرب قضية بنات الإسكندرية المحكوم على كل واحدة منهن بـ11 عاماً، وفى الأيام الأخيرة وقعت مفاجأتين، كل مفاجأة أغرب من الأخرى، فقد تم إلقاء القبض فجأة على رئيس هيئة الدفاع عن هؤلاء الفتيات، دون سبب معروف ولا مفهوم من قبل الشرطة، علماً بأن القضية موعدها السبت، حيث يعاد تداولها من جديد أمام دائرة استئناف، لعل وعسى يتم تخفيف الحكم عن حرائر الإسكندرية وإطلاق سراحهن.
ولفت نظرى جداً أن طلبات الزواج انهالت على عائلات المقبوض عليهن، علماً بأنه لا توجد واحدة منهن متزوجة سوى واحدة هى الكبرى سناً وتصل إلى الأربعين من عمرها تم ألقاء القبض على الأم وابنتها الشابة الصغيرة!.. والغالبية العظمى منهن إما طالبات فى الجامعة أو فى ثانوى!
وعندى تفسير لتلك المفاجأة المتمثلة فى طلبات الزواج على البنات السجينات أعرضه على حضرتك، فالإنسان المصرى المعاصر لا يحب الزواج من الفتاة المستكينة الضعيفة التى لا حول لها ولا قوة، فتلك هى عقلية سى السيد، والدنيا تغيرت عن زمان! وفى الوقت نفسه يرفض الزواج من واحدة «مسترجلة» باسم الثورة والمساواة!
وهذا النوع من الفتيات فى تلك المنطقة الوسط التى يتطلع إليها ابن آدم فى بنت حواء الزوجة والأم فالواحدة من هؤلاء البنات تتميز بالتدين البعيد عن التشدد، ولا يوجد بينهن واحدة منتقبة، بل الحجاب المحترم، وفى الوقت نفسه تجد الاهتمام بقضايا الوطن بدليل خروجهن فى مظاهرات حتى ولو اختلفت مع أفكارهن، فلا تملك سوى الاحترام، فقد ظهرن فى قفص الاتهام وعلى وجه كل واحدة منهن ابتسامة تدل على القوة والثقة والطمأنينة والرضا بقدر الله ولا تجد على وجوههن أى أثر للخوف والقلق أو الفزع، والتزمن الهدوء الكامل فلا صياح ولا هتافات بسقوط فلان أو علان، بل هو الصمت الذى هو أبلغ من أى كلام!.. وهذا المنظر برمته أثار اهتمام الرأى العام داخل مصر وخارجها، وتعاطف الكثيرون معه مع أنهم ضد الإخوان المسلمين، وطالب البعض رئيس الجمهورية بإصدار عفو شامل عنهن، ولا أعتقد أن سجينات الإسكندرية يُرحبن بهذا الأمر. وكل من شاهد منظر هؤلاء البنات السجينات يتعجب جداً من اتهامهن بالإرهاب قائلاً: «مش معقول أبداً إن هذه الرقة يمكن أن تكون بلطجية»!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق