خالص العزاء لعائلات من ذهبوا للقاء ربهم فى التفجير المروع الذى وقع بمديرية أمن المنصورة، تلك مقدمة ضرورية؛ فهذا الحادث لا يمت بصلة لنضال القوى الوطنية والإسلامية ضد الانقلاب الذى وقع وأطاح بأول رئيس مدنى فى تاريخ مصر، نضالنا قائم على السلمية بالدرجة الأولى، وأى وسيلة أخرى لمقاومة الاستبداد استثنائية ومرفوضة.
ولكن التساؤل من يقف وراء هذا الإجرام الذى جرى؟ الحكومة ودون أى دليل وجهت أصابع الاتهام إلى الإخوان واعتبرتها منظمة إرهابية، وهذا كلام غير منطقى ولا مقبول، فكيف تتم الإدانة ولم تبدأ أى تحقيقات بعد، وإنما الجماعة هى "الحيطة المايلة" بالتعبير الدارج التى تسند إليها كل البلاوى التى تقع دون أن يعرف فاعلها!!
ويلاحظ أن هذا التفجير تم باحتراف كامل، فهذا ليس عمل هواة بل خبراء فى الإرهاب، مما يشير إلى احتمال أن يكون فاعله من العناصر التكفيرية التى تقاتل الدولة فى سيناء، أما الإخوان فليس هذا أسلوبهم أبدا، ولم يسبق لهم أن قاموا بمثل هذه النوعية من الأعمال، وبالطبع التيار العلمانى سيرفض كلامى، فما جرى فرصة ذهبية جديدة له للمطالبة بسحق الجماعة!
وحاليا أمام الحكومة المصرية خياران؛ أن تفقد عقلها وتندفع إلى مزيد من البطش والإرهاب البوليسى والتنكيل حتى بالأبرياء.. وهذا يؤدى إلى مزيد من أعمال العنف المضاد وتستمر بلادى فى تلك الحلقة الجهنمية التى لا تنتهى، والأمر الثانى السعى من أجل صلح وطنى شامل يجنب البلاد والعباد بحرا من الدماء، وكل "عاقل" يطالب بالطريق الثانى رغم كثرة "المجانين" الذين نراهم هذه الأيام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق