سين وجيم, مصر الجديدة لا تبني بهذه الطريقة!

 في حرب أكتوبر كانت مصر  علي قلب رجل واحد، ولم يتوان السادات عن إطلاق سراح الطلاب واليساريين الذين تظاهروا ضده، وافرج عن المعتقلين السياسيين، ولم يبق في السجون سوي بعض قيادات النظام  الناصري التي حاولت إسقاطه، وأعاد رحمه الله المفصولين إلي اعمالهم، وألغي الحراسات المفروضة علي أموال الأغنياء، وأعلي من شأن القضاء، ورفع شعار العلم والإيمان، وهكذا دخلت مصر  المعركة بجبهة داخلية متماسكة.
وإذا نظرنا إلي الأوضاع الحالية نجد الأمر مختلفا تماما، والغريب أن "السيسي" قال في الأمم المتحدة :"مصر الجديدة قادمة.. دولة تحترم القانون والحريات وحرية الرأي فيها للجميع "!! والمؤكد أن هذا الكلام لا صلة له بالواقع أبدا، وبلادي مليئة بالآلاف من سجناء الرأي، معظمهم من الشباب، وهناك الكثير من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسينوالمحامين خلف القضبان، والقضاء أصبح خاضعا للسلطة لدرجة أنه قام مقام الطوارئ في إستمرار حبس سجناء الرأي دون محاكمة، وهناك فصيل أساسي من الشعب المصري مضطهد وهو التيار الإسلامي فلم يعد الأرهاب هو المقصود أو حتي الإخوان، بل شمل بطش الدولة العديد من الجمعيات الدينية التي لا صلة لها بالعنف ولا بالسياسة نهائيا بعدما تم تأميم مساجد مصر  وضمها إلي حظيرة الدولة، وفرض رقابة مشددة عليها، وما هكذا تبني مصر الجديدة .. أليس كذلك?