حوار مع حائر - أخبار اليوم,

في ذكري الهجرة النبوية الشريفة سألني صاحبي: لماذا اختار عمر بن الخطاب تلك المناسبة بالذات دون غيرها لتكون بداية العام عند المسلمين.. ألم يكن من الأفضل اختيار بدء نزول القرآن مثلا..ولم أدعه يكمل كلامه: بلاش أسئلة ليس لها إجابة لانها عبارة عن جدال «ملوش معني، وأولي بنا الانشغال بمشاكلنا!»رد قائلا: عايزك تجاوب علي سؤالي وبلاش هروب: لماذا اختيار هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم بداية لتقويم العام عند المسلمين؟قلت له: لأنها نقطة تحول أساسية من عصر الضعف الي القوة، وبعدما كانوا مطاردين أصبحت لهم الكلمة العليا ويخشاهم كل العرب!فوجئت به يقول كلاما غريبا: وما تقوله هو نقطة الضعف الاساسية عند المسلمين!!كان من الطبيعي ان تكون  إجابتي: مش فاهم حاجة: ما الذي تعنيه بالضبط من كلامك؟رد قائلا: القوة.. القوة.. القوة.. وأخذ يردد هذه الكلمة حتي أسكته بغضب قائلا: وضح مقصدك وبلاش «فلحة».كانت أجابته عجيبة حيث قال: في مكة كانت الدعوة سلمية ولكن في المدينة اختلف الوضع ولجأ  المسلمون الي السلاح لحماية دعوتهم ونشر أفكارهم.. تضايقت جدا من كلامه وقلت له: لا مؤاخذة أنت جاهل وتردد أقوال المستشرقين واعداء الاسلام.حاول ان يرد، فلم أمكنه من ذلك بل قلت: سيدنا النبي بعد دخوله الي المدينة لم يحارب اليهود، بل عقد معهم معاهدة سلام كانت جديدة ولم يعرفها العالم في هذا الوقت، فهل هذا سلوك دين متعطش للدماء، ولكن اليهود نقضوا تلك  المعاهدة فهل أخطأ المسلمون عندما طردوهم من الجزيرة العربية كلها!فوجئت به يقول: يا أستاذ الدماء تشوه  تاريخ المسلمين كلهم.. ثلاثة من الخلفاء ماتوا قتلي.. والدم مستمر منذ تلك الايام وحتي «داعش» وتنظيم القاعدة وطالبان في افغانستان، وبوكو حرام في نيجيريا بقلب أفريقيا!قلت له: يا شيخ حرام عليك.. كيف تضع «داعش» وغيرها من المنظمات الاجرامية في كفة واحدة مع الخلفاء الراشدين الذين ذهبوا شهداء عند ربهم مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه الذي قتله واحد مجوسي متطرف.وأضفت قائلا: والدليل الأكيد علي جهلك ان السلام هو  شعار المسلمين وبه تختم كل الصلاة يعني نكررها في اليوم الواحد عشرات المرات في صلاتنا وفي حياتنا العادية تجد تحية الصباح والمساء السلام عليكم بدلا من صباح الخير ومساء الخير.. فكيف تقول حضرتك بعد ذلك ان الاسلام دين حرب؟! والمعروف ان القتال عند اهل الاسلام مطلوب في احوال محددة استثناء من الاهل وهو السلم والسلام والرحمة.. وكلمة «الرحيم» وهو من اسماء  الله الحسني تعني انه كثير الرحمة، ومازال حواري مع صاحبي مستمرا.