حوار مع حائر - أخبار اليوم,

طلب مني صاحبي المشورة في أمر يخص ابنته، وعندما قلت له رأيي أصيب بخيبة أمل!! وقال إنه لم يتوقع مني هذا الكلام وأن يصدر هذا الرأي من إنسان متدين!! وأرجو من حضرة القارئ ان يحكم بيني وبينه بالعدل والقسطاس!!

وخلاصة الموضوع ان هذه الفتاة أدت فريضة الحج مع شقيقها الاكبر وفرح بها أبوها وطلب منها الالتزام بالحجاب لكنها رفضت وهي طيلة عمرها معروفة بالتمرد وأن دماغها «ناشفة»!

سألني: كيف أقنعها بالالتزام بالزي الشرعي؟

تساءلت : هل هي منتظمة في الصلاة بعد عودتها من الحج؟

أجاب دون تردد: جدا وتقرأ القرآن كمان!

قلت له : إذن دعها في حالها، ولا تحدثها كثيرا عن الحجاب، بل عليك بالثناء علي ما تفعله من الالتزام بالعبادات وان شاء الله سيأتي يوم وابنتك محجبة وزي الفل!

قال في حدة: بالذمة ده كلام: أنا ولي أمرها ومسئول عنها ولن انتظر حتي أراها محجبة بمزاجها، وهذا اليوم الذي تقول عنه قد لا يأتي الا في المشمش!! لم يدع لي فرصة للرد بل قال: أنا مش فاهم إزاي أنت متدين وتقول هذا الكلام، لكنني نسيت أنك ابن احسان عبدالقدوس الذي كان يناصر البنات في كتاباته!!

ضبطت أعصابي بصعوبة شديدة! وقلت في هدوء مفتعل وأنا مغتاظ منه، دع أبي رحمه الله في حاله ولا تحشره في الموضوع بجملة غير مفيدة!! وعلي فكرة اصرارك علي حجاب ابنتك بالعافية سيؤدي الي تطفيشها من الدين كله وتعود كما كانت أيام زمان.. لا صلاة ولا قراءة في كتاب الله!!

قال: أنا زعلان منها لكنني لن اجبرها علي الحجاب بالقوة ويكفيها ان قلبي غير راض عنها! وابني الأكبر متدين زيك لكنه اكثر التزاما منك!! ورأيه أنه اذا اصرت شقيقته علي رفض الحجاب، فإن فريضة الحج التي قامت بأدائها تصبح لا قيمة لها.

والحقيقة أنني تعجبت جدا من هذا الرأي وقلت : هذا كلام المتطرفين، ولم يقل به احد من العلماء الثقات والتطرف هو الذي أضاع الدنيا، واساء إلي اسلامنا الجميل أبلغ إساءة.