سين وجيم, المخالفات التركية والجنايات المصرية

إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف غيرك بالحجارة، تذكرت تلك الحكمة وأنا أتابع الهجوم المصري علي تركيا بسبب رفضها للإطاحة بأول رئيس  مدني منتخب، وأصدرت وزارة الخارجية ببلادنا بيان شديد اللهجة ضد الرئيس  التركي "أردوغان" ذكرته فيها بجرائمه علي حد تعبيرها ومنها مثلا تغيير الدستور ليصبح رئيسا بدلا من النظام البرلماني الذي يحكم البلاد وإستخدام القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين السلميين، وفرض قيود صارمة علي حرية الرأي والتعبير والتجمع، وإعتقال العديد من المتظاهرين. والحقيقة أن الدهشة قد أصابتني من توجيه هذه الإتهامات لأنها كلها تنطبق علي النظام المصري بالدرجة الأولي!! وما يجري في تركيا مجرد "مخالفات" إلي جانب الجنايات التي ارتكبها السيسي منذ الإنقلاب! والجدير بالذكر أن بلادي  تأت رقم واحد في عدد المعتقلين بسجونها علي مستوي الشرق الأوسط كله، وتتفوق حتي علي العدو الصهيوني التي تضم سجونه الآف من الفلسطينيين! ومذبحة رابعة والنهضة وما تبعها من أحداث شاهد علي مدي وحشية النظام الذي يحكمنا وتلك المذابح لم يسبق لها مثيل ففي التاريخ المصري كله، ومذبحة المماليك في عهد "محمد علي" ولا حاجة إلي مذابح رابعة والنهضة في عهد السيسي.. أليس كذلك؟