ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 14 مايو 2023

عجائب عبد القدوس - الدنيا دي صعبة قوي!!



كنت قد نشرت قبل أيام حكمة أعجبتني: "لا تبدأ الحياة بالولادة بل بالوعي، ولا تنتهي بالموت بل بإنطفاء الروح" ..


وفوجئت بعدها بزميلة صحفية مقربة ترسل لي قائلة: أنا فعلاً أعيش جسد بلا روح ، وأتمنى الموت.


أتصلت بها على الفور وأنا"مخضوض" عليها وقد فوجئت تماماً بما قالته، فهي نشطة في مجالها الصحفي، ولها أنشطة إجتماعية متعددة ، بالإضافة إلى شطارتها في الأدب أيضاً حيث لها اكثر من رواية.


وسألتها عما دفعها إلى هذا التشاؤم ، فأخبرتني بما لم أكن أتوقعه ، أغلى ما في حياتها أبناء ثلاث يعيشون في أوروبا ، صرفت عليهم دم قلبها حتى استطاعوا الوقوف على أقدامهم ..

وللأسف الشديد كان جزاءها إنكار فضل أمهم ..

والصلة بينها وبينهم تكاد تكون مقطوعة ، وفي عيد ميلادها الماضي لم يفكر واحد من هؤلاء الثلاث الإتصال بها بهذه المناسبة وبدا وكأنهم نسوها تماماً!!

وهي ترى الموت راحة .. وعايزة تذهب إلى ربنا وستجد راحتها بجانبه.

وبعد مكالمتي لها: قلت في نفسي الدنيا دي صعبة قوي!! ووضعته عنوان لمقالي.


وحضرتك إذا تأملت هذه الدنيا فستجد أن كل بيت "جواه" حدوتة محدش يعرفها غير صاحبها .. وربنا يكون في عونك وأنت تواجه مشاكلك ، وأحمد ربنا جداً لأنك لست مثل غيرك اللي عندهم بلاوي!!

ومشاكلنا في الحياة وبعضها بلاوي متنوعة ومختلفة وعليك أن تأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى حلها وربنا معاك، وفي مصيبة تدهور الصحة صدق القرآن الكريم: "وإذا مرضت فهو يشفين".


وكلام زميلتي العزيزة التي اشتكت من جحود أبناءها كان مفاجأة ، لكن الدراسات العلمية حول هذا الموضوع تؤكد أنها أصبحت ظاهرة وليس بالأمر الشاذ!!

ومن هنا أرى أنه إذا كانت علاقتك بأبناءك زي الفل وهم في سن الشباب، فهذه نعمة كبرى، وأحمد ربنا قوي عليها فغيرك يشكو من الجحود.


وبهذه المناسبة قرأت دراسة أمريكية عن جيل "النت" أو الشباب الذين جاءوا إلى الدنيا بعد إنطلاق ثورة الإتصالات ..

ورأت تلك الدراسة أن لديهم إيجابيات عديدة ، لكن هناك سلبيات خطيرة أهمها ضعف الصلة الأسرية وتراجع إحترام الأهل ، ويقول البحث كذلك أنهم أكثر عدوانية ، والمتدينين بينهم أقلية جداً، ولا يثقون في غيرهم كثيراً ، ولا يعرفون الصداقة الحقيقية مع غيرهم إلا إستثناء!!


وأقول من عندي: والأخلاق الحلوة التي تربينا عليها أنساها!!

وأخشى جداً أن تكون تلك الدراسة التي صدرت عن شباب "أمريكا" تنطبق على قطاع واسع من شباب ببلادنا.


وإذا كان عنوان مقالي الدنيا وحشة قوي، فإنها بالتأكيد ستزداد سوء إذا كانت هذه الأخلاقيات التي ستسود في المستقبل!! 

وربنا يستر!!


وأسألك في النهاية: 

هل رأيي هذا في محله ويعبر عن الواقع، أم أنه متشاءم أكثر من اللزوم؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق