ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 4 مايو 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - جدتي روزاليوسف واستقالة عالمة ذرة



وأختم حديثي عن المرأة العاملة بمناسبة عيد العمال بقصة شهيرة لأبي الحبيب رحمه الله عنوانها: "إستقالة عالمة ذرة"! 

وقد أحدثت قصته تلك في وقتها ضجة لأنها كانت جديدة من نوعها عن سيدة شاطرة جداً في أخطر المجالات وهو مجال الذرة، أضطرت إلى الإستقالة من منصبها للتفرغ لأبنها الصغير الذي يشكو من عدة أمراض رغم أن بجانبه من ترعاه وتدفع لها مبالغ طائلة ، لكن مفيش حد زي الأم!


وهذه القصة التي لقيت رواجاً واسعاً وتم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني ، حكاية حقيقية بطلتها جدتي "روزاليوسف"، وأما الطفل فقد كان حبيبي والدي ولم يتجاوز من العمر بضع شهور ، وتعرضت صحته لخطر شديد!

ومن تلك الواقعة التي روتها جدتي في مذكراتها أستمد أبي قصته "إستقالة عالمة ذرة" ..


وأترك حضرتك مع مذكرات جدتي في فصلها الأخير وهي تروي ما جرى: 

تلك الواقعة جرت عام ١٩٢٠م وابني الصغير "إحسان" لم يتجاوز الشهور الستة من عمره المديد بإذن الله.

كنت في ذلك الوقت منصرفة إلى المستقبل الذي أحلم به، وأسمي الذي أريد بناءه من حروف من ذهب والمجد الذي ينتظرني.

وهذا النشاط في عالم الفن يكاد أن ينسيني نفسي وبيتي وكل ما يتعلق بحياتي الخاصة.


وحدث ما لم أكن أتوقعه خرجت "المرضعة" التي كانت تعتني "بإحسان" وأضطررت إلى أن أستخدم في طعامه اللبن العادي الذي يباع في الأسواق ، وإذا به يصاب بتلبك خطير في المعدة ، ورأيته يهزل ويضعف وتسكن حركته ويضعف الخيط الذي يربطه بالحياة ، ووجدت نفسي أنسى العمل الذي أنهض به، والمجد الذي أبحث عنه وأنسى كل شيء في الدنيا إلا أنني أم وأن أبني في خطر، وتضاءلت كل الأحلام الرائعة التي تطوف بي أمام حلم واحد هو أن يعيش ولدي، وتبدد كل نشاطي ونسيت المجد الذي أبحث عنه..

وركزت كل جهدي في عمل واحد هو رعايتي لأبني..

فهذا هو المجد الحقيقي لأي أم..

وتفرغت له عدة شهور أعطيه الدواء الذي وصفه لي الطبيب .

ولم أفارق فلذة كبدي أبدا وبقيت في المنزل طيلة تلك الفترة ولم أشعر بأي ضجر أو زهق لأنني أكتشفت أن العناية بأبني أهم من أي عمل آخر ، وعندما تم شفاءه شعرت أن أعظم أحلامي قد تحققت ومن يومها حرصت على إعادة النظر في مسيرة الحياة ، وأصبح البيت يشغل إهتمامي بقدر ما يشغله حرصي على النجاح في المسرح والصحافة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق