ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 27 مايو 2023

عجائب عبد القدوس - الحوار الوطني ومواصفات نجاحه

 



أتمنى من قلبي نجاح الحوار الوطني الذي يجري حالياً ، ونجاحه يعني خطوة للأمام ، ولكن هذا النجاح له مواصفات ، أعرضها عليك وأظن أنك ستوافق عليها ، فإذا لم تتوفر فأي كلام عن نجاحه يدخل في دنيا العجائب ، 


وأول مواصفات نجاحه أن يكون هذا الحوار الذي يجري حالياً محل إهتمام الرأي العام والمواطن العادي! 

وهذه النقطة بالذات تستطيع حضرتك تقييمها بنفسك .. 

فإذا كنت مشغولا بالمناقشات التي تدور ، ومن حولك وأصدقائك مهتمون بها ، فأعلم أن الحوار الوطني محل إهتمام الرأي العام خاصة إذا كان ما يدور يشغل مساحات واسعة في الفيسبوك وتويتر ومختلف المواقع الإجتماعية ، أما إذا وجدت حالة اللامبالاة وهذا الموضوع لا يشغل أحد! فأعلم أن شرط أساسي من مواصفات نجاحه مفتقدة.

وأنا شخصياً لاحظت إهتمام واسع من الرأي العام بالجلسة الإفتتاحية خاصة كلمة السياسي البارز "عمرو موسى" ، وكذلك الدكتور "حسام بدراوي " وغيرهم!!

وبعد ذلك تضاءل هذا الإهتمام.


والأمر الثاني من مواصفات النجاح أن يكون بداية لتغيير حقيقي في أوضاع بلادنا ،ولو بخطوة واحدة إلى الأمام .. وشعب بلادي تجاربه مؤلمة للأسف مع هذه المؤتمرات الحاشدة .. فهي مجرد"مكلمة" وكله كلام في كلام .. وشهدنا لقاءات واسعة عدة تبحث مشاكل مصر وتضم عقول بارزة في مجالها ، ولم يترجم ذلك إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع ، كان آخرها المؤتمر الإقتصادي الذي دعى إليه رئيس الجمهورية ولم يؤد إلى أي نتيجة أو تغيير يذكر في إعادة النظر في الأولويات بهدف تحسين الأوضاع الإقتصادية.


وفي مجال الصحافة التي أعمل بها، فلا أتوقع إطلاقاً أن يكون هناك أي تحسن في مناخ الحريات الصحفية التي هي حالياً في أسوأ أوضاعها ، ويشاركني في هذا الرأي الغالبية الساحقة من الصحفيين !!


والجدير بالذكر أن المنظمات الدولية التي تعني بالحريات الصحفية حول العالم وضعت بلادي الحبيبة في المرتبة ١٦٨ من ١٨٠ دولة!! 

وعيب جداً هذا بالطبع فنحن في مؤخرة الركب ووراءنا ١٢ دولة فقط ، وصدق أو لا تصدق سأكون سعيداً إذا تحركنا ولو قليلاً إلى الأمام في المستقبل القريب وبعد الحوار الوطني فتكون بلادنا في المرتبة ١٥٠ يعني قفزت ١٨ مركز إلى الأمام!! 

فهذا إنجاز كبير في حد ذاته حتى ولو بقينا ورا خالص!!


ومن عيوب الحوار الوطني الذي يجري حالياً أنه واسع جداً جداً.. 

يتناول عشرات وعشرات الموضوعات ، وكنت أتمنى أن يركز على قضايا بعينها مثل الأوضاع الإقتصادية وكيفية التصدي للغلاء الذي يطحن الناس والحريات العامة في بلادي وغيرها من القضايا التي تمس الجماهير مباشرة، فإذا خرج المؤتمر بتوصيات ملموسة رأيناها على أرض الواقع ، فإن القائمين على هذا العمل يستحقون في هذه الحالة تعظيم سلام.


وأخيراً فإن من الشروط الأساسية لنجاح الحوار أن يتم في مناخ حر تتعرف فيه على كل الآراء والأفكار والاتجاهات .. وحضرتك تستطيع أن تحكم بنفسك على ذلك الشرط!! 

وفي يقيني أن بلدنا تحتاج إلى تغيرات جذرية حتى يكون هناك مناخ حر بحق وحقيقي في بلادي يشهد به العالم المتحضر .. فما رأيك ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق