ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 5 مايو 2023

عجائب عبد القدوس - لماذا قال عبدالناصر: مين المغفل الذي طلب إزالة صورة الملك فاروق ؟؟



المؤكد أن عنوان مقالي هذا أثار دهشتك الشديدة ورأيته يدخل في دنيا العجائب ، وظننت أنه من باب الفرقعة الصحفية!!

والمفاجأة التي أقدمها لحضرتك أنه صحيح تماماً وليس فيه أي مبالغة!! 

وهي واقعة جرت تحديداً يوم ١٠ مايو عام ١٩٦٢.. يعني بعد أيام تكمل ال ٦١ عاماً من حدوثها.


وقبل أن أشرح لك ما أعنيه أقول أنني عملت في الصحافة الورقية ٤٧ عاماً بدأت قبيل حرب أكتوبر مباشرة عام ١٩٧٣..

وأكتشفت بعد فوات الأوان أن الفترة التي عملت فيها كانت الفترة الذهبية للصحافة.

وخلال عملي بمختلف الصحف في هذه المرحلة ألتقيت بمعظم نجوم المجتمع المصري في ذلك الوقت من شتى الأشكال والألوان السياسية وأهل الفن وعلماء الدين من مسلمين ومسيحيين والشخصيات العامة، وبرز أسمي بسرعة، وكان أبي"إحسان عبدالقدوس" فخورا بي لنجاحي خاصة بعد دخولي نقابة الصحفيين وفوزي أربع مرات متتالية بالمركز الأول في إنتخابات مجلس النقابة.

 وقبل الدخول في تفاصيل واقعة "ناصر والملك فاروق" أقول لحضرتك أن إسم أبي وحده كان أحد المفاتيح الأساسية لهذا النجاح ، ففي كل اللقاءات الصحفية مع الفنانين والشخصيات العامة كنت محل ترحيب دوماً لأنني إبن "إحسان عبدالقدوس"!!


وفي إنتخابات الصحفيين كنت أحصل في كل مرة على أعلى أصوات الغالبية الساحقة من البنات أصحاب الأقلام لهذا السبب أيضاً خاصة بعدما لاحظوا مدى حبي ووفائي لكاتبهم المفضل ، بالإضافة بالطبع دفاعي عن الصحفيين ومصالحهم في لجنة الحريات التي كنت مسئولا عنها لسنوات وسنوات.

ومن بين الشخصيات التي قابلتها "صلاح الشاهد" رحمه الله ، وكان في ديوان الملك ورئاسة الوزراء أيام العهد الملكي.

وبعد إنتخاب "عبدالناصر" رئيساً للجمهورية أختاره رئيساً للديوان ومسئولا عن كل ما يتعلق بتنظيم لقاءات الرئيس واستقبال الضيوف الأجانب واستمر في منصبه حتى وفاته في عهد الرئيس "السادات" وربنا يرحم الجميع.


وعندما سألته عن يوم لا ينساه في حياته أجابني دون تردد: يوم فرح ابنتي في ١٠ مايو عام ١٩٦٢.

وظننت أن هذا اليوم الأهم في حياته ويتمثل في زواج أبنته! لكنه قال لي: حدثت واقعة لم أنساها أبدا.. وقبل الزواج جاءت أجهزة الأمن في استطلاع روتيني للمنزل ففوجئوا بما لم يكن يتوقعونه على الإطلاق حيث صورة "الملك فاروق" ضمن شخصيات أخرى عرفتها في حياتي خلال عملي !!

وأصر المسئولون عن الأمن على إزالتها ورفضت ذلك بشدة وقلت لهم: أنا مش ممكن أضحك على"الريس جمال" أو أنافقه.

حذروني من أن "جمال عبدالناصر" سيغضب وقد ينسحب من الحفل كله وينقلب الفرح إلى حزن وأصررت على رأيي .

وفي المساء كان "ناصر" في بيتي لحضور أجمل يوم في حياتي وشاهد على عقد القران، وشاهد مجموعة الصور النادرة للزعماء وسقط قلبي عندما لمحت عينه على صورة "الملك فاروق" .. 

فقد توقف عندها طويلاً وأخذ يتأملها، وتأملت وجهه في هذه اللحظة وحمدت ربي أنه لا يبدو غاضباً.

وشجعني ذلك فقلت له تصور يا فندم كانوا عايزين يشيلوا الصورة قبل ما تيجي، فكان رده مين المغفل الذي طلب ذلك .. دي صورة تاريخية .. 

ونزلت هذه الإجابة على نفسي بردا وسلاما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق