الإنسان العلمانى لا يعنى أنه كافر أو أقل إيمانا من غيره، هكذا بدأ صاحبى حواره معي! قلت له: لم يقل ذلك أحد من عقلاء المسلمين، فذلك أمر متروك لرب العالمين، فهو علام الغيوب والضمائر وما تخفى الأنفس!
أما البشر فلهم الظاهر والسلوك الخارجي، والعلمانية تعنى أن صاحبها يريد فصل الدين عن الدنيا، ويطالب بنسف ما ينص عليه الدستور من أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع!
وأراكم أقلية وسط الغالبية العظمى من الشعب المصرى المتدين الذى يريد رؤية أحكام الشريعة مطبقة فى واقع حياته مع ترتيب الأولويات والاستفادة من تجارب الغير الذين قاموا بتطبيقها بطريقة سيئة جدا فأساءوا إلى أنفسهم ووطنهم، واستغل أعداؤهم ذلك ليشيعوا فى العالمين أن الشريعة عفا عليها الزمن.. وأستغفر الله مليون مرة!!
قال صاحبي: ولهذا السبب بالذات نريد أن تكون الشريعة بعيدة عن المجال السياسى حتى نصونها ونحفظها من عبث العابثين.. وأنت نفسك اعترفت أنه كانت هناك أكثر من تجربة فاشلة فى تطبيقها.. فلماذا تريد المجازفة من جديد على أرضنا هذه المرة؟
فاجأت محدثى العلمانى بالقول: أنت تضحك على نفسك، وحضرتك وأمثالك تريدون فصل الشريعة عن مجالات الدنيا كلها، وليس عن السياسة فقط! فماذا عن الاقتصاد والثقافة والفن والعلاقات الاجتماعية.. هل تريدها مرتبطة بالشريعة إذا استبعدنا المجال السياسى؟!
وغدا بإذن الله أكمل هذا الحوار وأشرح ما أعنيه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق