تأثير الحج على من أدوا تلك العبادة ينقسم إلى أقسام ثلاثة والله أعلم: نوع يكون تأثير هذه الفريضة عليه قصير المدى، فتجده متديناً بـ«حق وحقيقى» بعد الحج لكن لشهور قليلة فقط!! ثم يرجع كل شىء إلى حاله، أو بالتعبير الشهير «تعود ريما إلى عادتها القديمة»، ويكتفى بشرف تأدية هذه الفريضة وأنه يحمل لقب حاج أو حاجة، وهؤلاء أراهم يشكلون الأغلبية.
وهناك نوع ثانٍ يحدث فى حياته تقدم حقيقى، وتتغير أحواله إلى الأفضل والأحسن، وياليت معظم الحجاج العائدين من حج هذا العام يدخلون ضمن تلك الفئة. لكن، للأسف، هناك نوع ثالث تدهورت أحواله بعد الحج، نتيجة الفهم الخاطئ لإسلامنا الجميل، وهى ظاهرة موجودة فى مجتمعنا، ولا تخطئها عين!.
وأراهن أن الدهشة أصابت حضرتك وأنت تتساءل: طيب إزاى؟ وليه؟! ومليون علامة استفهام أيضاً، فالمفترض أن الحج يرتقى بالإنسان، فكيف انتكس بعد تأديته الفريضة؟!
ولست مستعداً للدخول فى جدل بيزنطى، بل أذكر لك أمثلة من واقعنا: واحدة كانت «زى الفل» قبل الحج، فى سلوكها وأخلاقها، واحتشامها وملابسها وتفوقها فى عملها.. وعادت بعد تأديتها الفريضة «مش هى» واحدة تانية وشخصية مختلفة! سارعت إلى ارتداء الحجاب، وهذا أمر مطلوب، ولا غبار عليه، لكنها فقدت روحها الحلوة القديمة، فمثلاً امتنعت تماماً عن مصافحة بنى آدم، بحجة أن هذا الأمر حرام على بنات حواء، مع أن هناك خلافاً فقهياً حول هذا الموضوع، ولم تعد مرحة ومنطلقة كما كانت أيام زمان قبل الحج، ومن الواضح أنه حدث خلل فى حياتها!!
فأصبحت تتكلم بحساب وحذر، واختفت ضحكتها القديمة، وسيطر العبوس على وجهها! وقاطعت أصدقاءها القدامى، بحجة أنهم غير متدينين! وقال هؤلاء عنها إنها طبعة جديدة لا يعرفونها، ودمها ثقيل، ولم تكن كذلك، بل أصابتها حالة «دروشة»، وامتد هذا التوتر إلى أسرتها، فهى تطالبهم دوماً بتأدية العبادات، ولا تكتفى بذلك، بل يمكن أن تقوم «خناقة لرب السما» بسبب هذا الموضوع!!
وكأنها وصية عليهم، وبالطبع ترى كل أنواع الفنون حراماً، ومافيش أى صداقة بينها وبين الأقباط. وباختصار: تستطيع أن تقول عنها إنها إنسانة منغلقة على نفسها، بعدما فهمت التدين الصحيح بطريقة خاطئة، والحمد لله أن مثل هذه النوعية من النساء قلة فى بلادنا.
وفى المقال القادم بإذن الله، موعدى معك عن مواصفات فتاة أصبحت زى الفل، بعدما عادت من تأدية فريضة الحج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق