ما معنى إهانة القضاء؟ هل لو قلت يا ألف خسارة على قضائنا الشامخ، الذى فقد مكانته، ونراه حاليا "قضاء ملاكى" يتبع الانقلاب ويسمع كلامه.. هل فى هذا الكلام إهانة للقضاء، أم أنه تقرير لواقع بالغ السوء نحلم بتغييره لتعود العدالة إلى مكانتها السابقة فوق الرءوس؟!
وإذا أردت حضرتك تأكيدا لكلامى، فمن فضلك انظر إلى الجريمة التى ترتكبها النيابة فى حق سجناء الرأى الذين تم القبض عليهم بعد انقلاب العسكر؛ إنها تقوم بتجديد حبسهم بطريقة تلقائية وأتوماتيكية، وأحلم بأن تخطئ النيابة ولو مرة فتبدأ فى الإفراج عن المعتقلين وهم بالآلاف، لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا جاءتها أوامر من فوق، يعنى من السلطة الجاثمة على أنفاسنا!!
والنيابة كذلك أعادت المشهد المصرى إلى الوراء 48 سنة بالضبط!! وإذا سألتنى وكيف حدث ذلك؟ أقول لك إنه لم يسبق فى عهد قضاء مصر الشامخ أن ذهبت النيابة إلى التحقيق مع المعتقلين داخل سجونهم سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك فى عام 1965عندما بطش عبد الناصر بالإخوان، وهذا هو المشهد يتكرر من جديد مع أن الدنيا تقدمت جدا، لكننا للأسف فى مصر للخلف در!!
وفى كل دول العالم المحترمة يمثل المتهمون أمام النيابة فى مقرات العدالة ومعهم كل الضمانات اللازمة تطبيقا للقاعدة الذهبية التى تقول "المتهم برىء إلى أن تثبت إدانته"، وعندما يسود الفساد القضاء أتذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مصير هؤلاء الفاسدين فى الآخرة عندما قال: ((قاضيان فى النار، وقاضٍ فى الجنة))! وقال أحد أصدقائى تعليقا على هدا الحديث: "العدد زاد قوى فى هذا العصر الذى نعيش فيه.. أتصور عشرة فى جهنم وواحد تنقذه أعماله فى الدنيا من هذا المصير"!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق