ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 3 أكتوبر 2013

المصري اليوم, السادات.. البداية والنهاية

إنه بطل النصر المحدود الذى تحقق فى السادس من أكتوبر سنة 1973، ولو كره الكارهون، وقبل الثورة كان المنافقون ينسبون الإنجاز الكبير الذى تحقق إلى حسنى مبارك، بينما توارى دور السادات.
وبداية الرئيس الراحل كانت جيدة باستثناء محاكمته خصومه فيما عرف بمراكز القوى، حيث غاب عنها العدل، وكانت محاكمة سياسية بالدرجة الأولى، وقد تعرفت فيما بعد على بعض من هؤلاء الذين مكثوا فى سجون السادات، ووجدتهم من خيرة أبناء مصر مثل المرحوم ضياء الدين داوود، مؤسس الحزب الناصرى، ومحمد فايق، رئيس المجلس الحالى لحقوق الإنسان، أطال الله فى عمره.
ومن أهم ما فعله السادات، رحمه الله، خلال الفترات الأولى من حكمه، إصلاحه العديد من أخطاء سلفه عبدالناصر، فأعاد رجال العدالة المطرودين إلى مناصبهم، وكان قد تم إبعاد المئات منهم فيما عرف بمذبحة القضاة سنة 1969، وأفرج عن عدد كبير من المعتقلين السياسيين، وفى عهده كانت هناك حريات واسعة نسبياً مقارنة بالعهد الناصرى ورفع شعار سيادة القانون، وأصبح عمداء الكليات بالانتخاب لأول مرة فى تاريخ الجامعات المصرية، وتم وضع لائحة جديدة تحكم النشاط الطلابى، أعطيت لهم من خلالها حريات لم تكن موجودة من قبل، وتم إلغاء الحراسات التى كانت مفروضة على العديد من الأثرياء الشرفاء، وعادت أموالهم المصادرة، وصدر قانون جديد يعطى حرية واسعة لنشاط القطاع الخاص سنة 1974، فيما عرف بالانفتاح الاقتصادى، ونص دستور سنة 1971 لأول مرة على أن مدة رئيس الجمهورية فترتان فقط بغرض تجديد دماء السلطة الحاكمة.
وبداية النهاية للرئيس الراحل كانت مع الانتفاضة الشعبية التى شهدتها شوارع مصر فى يناير سنة 1977 احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، التى سماها السادات «انتفاضة الحرامية»، وبعدما تم سن العديد من القوانين المقيدة للحريات، وتبين بوضوح أن الانفتاح الاقتصادى الذى كان من المفترض أن يعم خيره على الناس كلها، لم تستفد منه سوى الطبقة الحاكمة، وشاع فيه الفساد والإفساد والفوضى، واشتدت نزعة السادات نحو الحكم المطلق بعد رحلته المفاجئة المشؤومة لديار العدو الصهيونى، وأخذ يهود أوروبا وأمريكا يطبلون للرئيس الراحل الذى حقق لهم حلماً لم يخطر ببالهم، واشتدت قبضته على المعارضين له بالداخل، الذين يرفضون حكمه، بينما العالم كله يشيد به، وسقطت المادة التى تقيد مدة فترة رئاسته، فقد أراد أن يحكم مدى حياته، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب مقتله فى يوم عرسه السادس من أكتوبر، واستفاد منها مبارك، وكان قبلها قد اعتقل خصومه من جميع التيارات والاتجاهات والأقباط والمسلمين، وبلغت الفتنة الطائفية درجة بالغة من الخطورة، وبدا أن مصر قد وصلت إلى «حارة سد» أو طريق مسدود!
ومن أهم إنجازات الرئيس السادات، القضاء على الاتحاد الاشتراكى، الذى كان يحكمنا تحت عناوين اشتراكية كاذبة، لكنه لم ينجح فى إقامة حياة حزبية حقيقية، لأنه أراد أن تكون له الكلمة الأولى ويستمر فى حكمه المطلق، ولذلك وضع قيوداً عدة على هذه الأحزاب، ورغم أن الرئيس المخلوع مبارك استمر فى حكم البلاد والعباد ما يقرب من ثلاثين عاماً، إلا أنه لم يتمكن من إصلاح ما كنا نشكو منه فى عصر السادات، بل تدهورت الأوضاع أكثر وانتهت بالإطاحة به فى ثورة خالدة وقعت فى يناير سنة 2011، وبعدها بدأت صفحة جديدة فى تاريخ مصر، مازالت سطورها تكتب حتى الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق