صدق أو لا تصدق 56 دكتور توفوا ببلادنا في أقل من أربعة أشهر من بدء إنتشار الفيروس القاتل شهر مارس الماضي وحتي كتابة هذه السطور. وهذا الرقم أراه يدخل في دنيا العجائب ويعتبر عال جدا وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي صنفت مصر ضمن عشر دول في العالم تعتبر الأعلى من حيث موت الأطباء.
وقد نشرت قبل يومين قائمة شرف لشهداء الطب في المعركة ضد الوباء، وبعدها مات ثلاث دكاترة كمان.. ترى ما أسباب تلك المصيبة؟ أرى أنه يمكن إرجاعها إلى عدة عوامل متداخلة مع بعضها أولها سوء أوضاع بعض المستشفيات العامة ، وحضرتك تعرف ذلك جيدا، ينطبق عليها المثل الشهير : "الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود"! كما أن في بعضها زحام رهيب أقرب إلى الفوضى ويساعد على إنتشار الكورونا بين الأصحاء، ويزيد الطين بلة أنه لا يوجد أي فصل بين أولئك المصابين بالوباء وغيرهم من المرضى ، ونقص الخبرة عامل أخر مهم إذ أن عدد كبير من الأطباء هاجروا إلى الخارج، لأن أوضاعهم داخل بلادي سيئة للأسف ، مما يزيد الضغط على الأطباء الموجودين وعدد كبير منهم من كبار السن وهذا يعرضهم للإصابة بالفيروس الأكثر انتشارا بين الفئة العمرية ممن تجاوزوا سن الشباب !!
ويشكو الأطباء كذلك من نقص إجراءات حماية الأطباء والطواقم الطبية أثناء ممارستهم لعملهم وضرورة عمل إختبار الكفاءة للأقنعة الواقية التي يرتديها الأطباء للتأكد من فاعليتها، ويطالبون أيضاً بضرورة زيادة قدرة المعامل على تحليل إختبارات كورونا لتظهر بسرعة لتجنب تأخير النتائج الذي يزيد من الخطر، والأطباء يطالبون بأن تكون هناك أماكن مخصصة لهم ولهيئة التمريض بالمستشفيات إذا أصيبوا أثناء ممارستهم للعمل.. عشرون سرير مجهز بكل مستشفى ، ومعهم كل الحق كذلك في مطلب إنشاء صندوق لمخاطر المهنة وزيادة المكافآت التي يتقاضاها الواحد منهم، وإذا مات لا قدر الله يصرف له معاش محترم.
مع العلم أن الفلوس التي يتقاضاها أبطال الجيش الأبيض في حياتهم أو بعد مماتهم ولا حاجة وتعتبر هزيلة جدا وتدخل في دنيا العجائب ، وقد وعدت الدولة بإصلاح منظومتهم المالية ولكن حتى هذه اللحظة ما زال هذا الكلام حبر على ورق رغم أن المعركة مع الكورونا على أشدها! عجائب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق