قلت لحضرتك من قبل أن أعياد الدنيا التي يحتفل بها سائر أبناء مصر عيدين.. شم النسيم وعيد الأم.. بينما فشلت سائر الأعياد الأخرى في جذب الناس إليها مثل عيد الأب ، و"الفالنتين" الذي يرمز للحب وهو مستورد من أوروبا ولا يحتفل به إلا النخبة عندنا، وعيد الحب المصري وموعده في نوفمبر من كل عام ولم يحقق نجاح يذكر ولا يشعر به أحد.
والمفاجأة التي أقدمها لك أن صاحب هذه الفكرة عملاق الصحافة المصرية الراحل "مصطفى أمين" رحمه الله ، وهو نفسه الذي أطلق مع توأمه المرحوم "علي أمين" فكرة عيد الأم عام 1955م يعني من خمسة وستين سنة وحققت نجاحا عظيما.. والتساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح لماذا فشلت أعياد الحب في بلادنا سواء الطبعة الأوروبية أو في طبعته المصرية ؟؟
في رأيي أن السبب الأول أن الحب تراجع جدا في حياتنا العامة، ولم يعد المجتمع متماسك مثل زمان، فكيف يحتفل الناس بشيء يشكون غيابه من حياتهم.
والأمر الثاني وهو الأهم أن الحب في هذه الأعياد كلمة عامة ومطاطة جدا ، وغالبا ما تقتصر على العلاقة بين الجنسين بينما الحقيقي أعظم من ذلك بكثير ، يبدأ بحب خالق السموات والأرض ويشمل الدنيا كلها ، وأولها حب الوطن ، وفي حياتنا نرى إنحلال في الأخلاق باسم الغرام والهيام ، ويا أيها الحب كم من جرائم ترتكب باسمك!! وذلك كله عكس عيد الأم ، فهو عيد محدد جدا ويشمل الاحتفال بأعظم ما في حياتنا ست الحبايب ، ولذلك كان من الطبيعي أن ينجح، فهي فرصة لشكر الأمهات.. وفي يقيني أنه لابد من إعادة صياغة عيد الحب وتحديده بدقة حتى ينجح.. أليس كذلك ؟
ما رأي حضرتك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق