سين وجيم, الفارق كبير بين الامس واليوم

اذا عقدنا مقارنة منصفة بين الانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال اسابيع قليلة وتلك جرت عام 2012 نجد الفارق كبيرا جدا ويصب لمصلحة الامس او الانتخابات التي قبل عامين..
كان هناك اكثر من عشرة مرشحين يمثلون مختلف الوان الطيف المصري والمنافسة بينهم شديدة ،ولم يكن معروفا من الفائز حتى اللحظات الاخيرة وراينا جولة اعادة لشدة التنافس،فلم يحصل اي مرشح على نصف الاصوات من المرة الاولى،وفي الجولة الثانية فاز مرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي ب 51% من الاصوات في سابقة لم تحدث ابدا في بلادي واكتسب شرعية سياسية وقانونية ليصبح اول رئيس مدني نتخب "بحق وحقيقي" في تاريخ مصر. وفي هذا الوقت كانت السجون تكاد تخل من سجناء الرأي
والانتخابات الرئاسية التي من المفترض ان تتم قبل نهاية شهر مايو الحالي تذكرنا بايام النظام البائد قبل ثورة 2011 الخالدة، فالانتخابات محسومة سلفا ومعروف نتائجها مقدما لمرشح بعينه تماما كما شهدنا في اخر انتخابات رئاسية في عهد مبارك حيث المنافسون له مجرد كومبارس !! والرئيس الذي سيفوز لن يكتسب شرعية، لانه جاء عقب انقلاب اطاح باول رئيس مدني منتخب، والسجون مليئة بالآف من سجناء الرأي، والدماء تسيل في بلادي انهارا.. فقد عدنا "للخلف در " من جديد ونشهد اوضاعا اسوأ من تلك التي كانت موجودة في عهد المخلوع ولا حول ولا قوة الا بالله.