سين وجيم, خاين العيش والملح

عندي مع صديقي العزيز حمدين صباحي حكاية عنوانها "خاين العيش والملح "، وهو تعبير مصري شهير يعني انه اطاح بصداقة اصدقاءه الذين عملوا معه طويلا
والحكاية من اولها انني كنت من اوائل الداعين في الاخوان للتعاون بين الجماعة وحزب الكرامة الذي يمثل شباب الناصريين برئاسة حمدين صباحي، فقد رأيتهم شيئا مختلفا عن انصار عبدالناصر التقليديين وليس عندهم هذا العداء السافر الموروث من زعيمهم للاخوان! وتوطدت بيني وبين حمدين صداقة وطيدة خاصة بعد فتح ابواب حزبه للجنة سجناء الرأي التي اتولي رئاستها، واصبحت تعرف بعد ذلك بمؤسسة الدفاع عن المظلومين، وكنت احد المفاتيح الاساسية في هذا التعاون وكنا يد واحدة في وجه مبارك وبالفعل وقف الاخوان الي جانب حمدين في انتخابات مجلس الشعب، وفي برلمان الثورة نجح عدد من نواب حزب الكرامة علب لائحة الاخوان، وللاسف تدهورت العلاقات سريعا بعد انشاء ما يسمي بجبهة الانقاذ حتي جاءت الطامة الكبري عندما ترشح حمدين صباحي للرئاسة وبدلا من ان يرفع شعار "مصر لكل المصريين عدا الارهابيين" اعلن تأييده لحظر الاخوان! ! واكد ان اصواتهم في الانتخابات لا تهمه، ولن يسمح بوجود تظيم لهم في حالة فوزه! ! وبدا واضحا انه لايوجد فارق كبير بينه وبين عدوهم الاول المشير السيسي بل يلعب "حمدين" في ذات ملعب قائد الانقلاب، وكنت اتوقع ان تكون لغته مختلفة خاصة وانه كان يوما صديقا للاخوان، لكنه للأسف خان العيش والملح، وهو "يعزف" ذات النغمة التي يعزفها اعداءهم من انصار العلمانيين والعسكر، ولا يقدم "لحنا" جديدا ولذلك فمقاطعة الانتخابات هي الحل!