ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 3 مايو 2014

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

بمناسبة عيد العمال قال لي صديقي الحائر: عندي لك فزورة وعايز تفسير لها: في بلادنا بطالة تقدر بملايين من العاطلين، وفي ذات الوقت تجد نقصاً فادحا في العمالة الماهرة في مجالات كثيرة.. فكيف تفسر هذا التناقض؟قلت له: هذه فزورة سهلة وأجابتها معروفة.. أنها تتمثل في نوعية التعليم الجامعي الذي يتلقاه الطلاب ببلادنا وبدلا من التركيز علي إعداد خريجين يحتاج إليهم سوق العمل تجد الكليات النظرية علي «قفا من يشيل» بالتعبير العامي، والتعليم المحترم لا تجده إلا في الجامعات الأجنبية أو الخاصة ذات المصاريف الباهظة وممنوع دخول الفقراء إليها والنتيجة أن كارثة البطالة تزداد يوما بعد يوم ويتسع جيش العاطلين الذين هم قنابل موقوتة ببلادنا خاصة ان معظمهم من خريجي الجامعات!سألني صاحبي الحائر عن الحل؟ قلت له انه معروف يتمثل في كلمتين فقط: الارادة السياسية.رد صديقي قائلا في حيرة: مش فاهم.. كلامك يحتاج إلي توضيح حتي لا يتحول هو الآخر إلي فزورة من فوازير رمضان!قلت له ضاحكا: شهر الصوم سيأتي بعد شهرين ونحن الآن مع بدايات شهر رجب قبل أن يهل علينا شعبان، وبعده يأتي شهر القرآن!وأضفت قائلا في جدية كاملة بعدما سحبته ضحكتي: من النهاردة ستسمع كلاما كثيرا جدا عن ضرورة تطوير التعليم بمناسبة بدء الدعاية الانتخابية للمرشحين للرئاسة!! وفي مختلف العهود كنا نسمع عبارات انشائية عظيمة عن أهمية العملية التعليمية وضرورة أن تساير العصر! وأتذكر جيدا مشروع «مبارك كول» لنهضة التعليم الصناعي، ولكننا مازلنا محلك سر وكله كلام في كلام!! والتعليم الفني درجة تانية إلي جانب خريج الجامعة، والكليات النظرية مازال يتخرج منها آلاف كل سنة لا يحتاج إليهم سوق العمل مثل الحقوق والاداب والتجارة، بل وبعض الكليات العملية مثل الطب.واتساءل: متي يتوقف ذلك؟ ويتم اغلاق «حنفية» تلك المياه التي تعرق الأرض بدلا من أن ترويها!! وهل يمكن أن نشهد تغيرا حقيقيا في التعليم ببلادنا في المستقبل القريب؟ أم أن ذلك لن يحدث إلا في المشمش؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق