حوار مع حائر - أخبار اليوم,

جاءتني وهي ثائرة، وسألتني في سخط: هل صحيح أن الإسلام يبيح للزوج ضرب زوجته بحجة تأديبها؟ وقبل أن أجيب أضافت في حدة: ابنتي ضربها زوجها وقال لها: دين ربنا يعطيه هذا الحق!!حاولت تهدئتها قائلاً لا يفعل ذلك ويضرب شريكة عمره وأقرب الناس إليه إلا إنسان ندل ليس عنده أخلاق!.تجاهلت كلامي وسألتني: لماذا ورد ضرب الزوجة في القرآن!قلت لها علي الفور: ذلك لم يحدث، لقد جاء فقط لتلك دائمة التمرد علي الزوج.. يعني واحدة ناشز فشلت كل الأساليب في علاجها! أما الرجل الذي يضرب امرأته في أي خناقة فهو شاذ لا يستحق رحمة ربنا، بل في حاجة إلي من يقوم بتأديبه!! وهذا ينطبق كذلك علي الزوج طويل اللسان صاحب الشتائم والبذاءات وقلة الأدب!!.وأضفت قائلاً: سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قدوتنا وكذلك أصحابه وجيل التابعين، ولم يعرف عن أحد من هؤلاء أنه كان يقوم بالاعتداء علي امرأته إذا غضب عليها بل كان ينصحها أو يهجرها في الفراش حتي تعدل من سلوكها! أما الضرب فلا يكون إلا استثناء لامرأة هوايتها الخناقات وجعلت من بيتها صداعا لزوجها!.سألتني: ولماذا تفترض أن الزوج دوماً علي حق!  كثيراً من الأزواج يظلمون زوجاتهم والواحد منهم يستحق الضرب بالشبشب!.ابتسمت رغماً عني من كلامها وصدق من قال: شر البلية ما يضحك وقلت لها: يا سيدتي الضرب مرفوض في كل الأحوال ومن تضرب زوجها تبقي واحدة مسترجلة، وزوجها يستحق ذلك لأنه أساء الاختيار وتزوجها وشرب مقلب عمره!!وضحكت من تحاورني وضحكت معها، وهذا تأكيد لما قلته لحضرتك أن شر البلية ما يضحك!!وبعد فترة قصيرة عدنا إلي مناقشة موضوعنا الأساسي.. ضرب الزوجات وقلت لها المتدين الحقيقي لا يمكن  أن يفعل ذلك لأنه يخاف من ربنا أولاً وإسلامنا الجميل علمه الأخلاق في كل تعاملاته مع غيره وفي مقدمتهم شريكة عمره.فوجئت بها تقول: هذا كلام علي الورق فقط.. الواقع حاجة تانية أهل التشدد والتزمت من المسلمين سباقون وأسياد في ضرب زوجاتهم!قلت لها في هدوء: إنها العقلية الشرقية أو سي السيد التي يرفضها اسلامنا الجميل وهو ينظر إلي امرأته علي أنها خادمة عنده وليست شريكة عمره، ولذلك يقوم بتلطيشها إذا خالفت أوامر حضرته!! وهذا التفكير زحف علي عقولنا بعد الضعف الذي أصاب المسلمين وتدهور أحوالهم وبعدما كانوا في مقدمة العالم أصبحوا في ذيله! وأساءوا إلي الإسلام وأصبحوا عبئاً عليه!وفي النهاية أكدت ان البيوت التي تبني علي حب لا تعرف الخناقات إلا قليلاً ويتم احتواؤها سريعاً لأن كل واحد حريص علي إرضاء الآخر ويزعجه زعله فيعمل علي ارضائه.