ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 31 أكتوبر 2015

حوار مع جدتى روزاليوسف-روز اليوسف,


بمناسبة الذكرى التسعين لإنشاء المجلة، طار خيالى بعيدا وتصورت أننى أجريت حوارا مع جدتى السيدة «فاطمة محمد محيى الدين يوسف» التى طبقت شهرتها الآفاق باسم روزاليوسف.- فى البداية قالت لي: أنا سعيدة بعودتك للكتابة فى المجلة من جديد فنحن أصحابها حتى ولو كان قد تم تأميمها! وأعتقد أن القائمين على أمرها حاليا سيشجعونك على ذلك، وأضافت قائلة: الحمد لله أن ربنا افتكرنى قبل تأميم روزاليوسف بسنتين، وإلا كنت سأموت كمدا وحزنا وأنا أشاهد فى حياتى الحكومة وهى تستولى على المجلة التى هى حياتى كلها.. الموت قبل ذلك أفضل.. فشكرا لك يا رب!!
 قلت لها: لكن يا جدتى يقال أن ابنك إحسان عبدالقدوس رحمه الله الذى هو أبى العزيز دعا إلى تأميم الصحافة وشجع عبدالناصر على الإقدام على تلك الخطوة!!- ردت قائلة: إزاى الكلام ده.. هذا أمر يدخل فى دنيا العجائب، وأنا أشك فى تلك الرواية تماما، وغير معقول أن إحسان يدعو إلى التأميم ويقول للحكومة: خذوا المجلة اللى أنا صاحبها وقامت أمى بتأسيسها، ويزداد الشك فى هذه القصة أن إحسان سافر قبل التأميم إلى أوروبا لشراء مطبعة حديثة.. وبالطبع شيء متناقض وغير مفهوم أن تكون عنده الرغبة فى التعاقد على ماكينات جديدة للمجلة وفى ذات الوقت يدعو إلى تأميمها!! أنا بصراحة مش مصدقة. قلت لجدتى العزيزة: عندى سؤال كان محيرنى لسنوات طويلة، فقد قرأت فى كتاب «حول العالم فى 200 يوم» أن أنيس منصور حضر جلسة لتحضير روح حضرتك فى إندونيسيا!! فهل تتذكرين تلك الواقعة؟- أجابت: كلامك هذا يدخل فى دنيا العجائب، «وأنا مش فاكرة حاجة من دى لكن أنا غير مقتنعة أبدا بحكاية تحضير الأرواح، واللى عايز يحضر روحى أقول له: يا أخى طلعت روحك أنت الأول»!! انتقل حوارنا إلى موضوع آخر: يا جدتي.. أنت معجزة، وحياتك تدخل فى دنيا العجائب.. جئت إلى مصر وليس لك أقارب على الإطلاق، ومع ذلك نجحت نجاحا باهرا سواء فى الفن أو الصحافة.. فكيف حدث ذلك؟- قالت: أنا هربت من الأسرة التى ترعانى وكانت تعاملنى فى منتهى القسوة، ودادة خديجة قالت لى هؤلاء ليسوا أهلك.. أمك ماتت بعد ولادتك ثم لحق بها أبوك، وكان من المفترض أن أهاجر إلى البرازيل!! وعندما توقفت الباخرة بالإسكندرية احتضنتنى أسرة الفنان «إسكندر  فرح» وهكذا جئت إلى مصر ودخلت باب الفن.وأضافت قائلة: أنا مدينة لاثنين فى حياتى «عزيز عيد» وعلى يديه تعرفت على الدنيا وتعلمت منه الكثير، وهو أول من قدمنى على المسرح، والثانى «محمد التابعي» الذى أسندت إليه رئاسة روزاليوسف عندما أنشأت المجلة، وظل معى لسنوات إلى أن تركنى وذهب مع مصطفى أمين لإنشاء «آخر ساعة». سألتها: يا جدتى لقد تركت التمثيل فى عز مجدك واعتزلت قبل بلوغ الثلاثين من عمرك، وذلك بالطبع يدخل فى دنيا العجائب، فما السبب الحقيقى فى ذلك؟وقبل أن تجيب قلت لها: على فكرة يا ستى أنا عندى فى المنزل شهادات من المملكة المصرية بتاريخ 1925 و1926 ورثتها عن والدى تؤكد أنك أعظم ممثلة.- قالت روزاليوسف: اوعى تفرط فيها.. ده تاريخ لازم تحافظ عليه، أما سبب اعتزالى فيرجع إلى شخصيتى التى ترفض «العك» وتتطلع إلى التمثيل النظيف، لكن المرحوم «يوسف وهبي» انحرف بالمسار الذى كنا قد اتفقنا عليه، وبدأ يقدم مسرحيات لا تليق بحجة أن الجمهور عايز كده! فرفضت ذلك واعتزلت. تساءلت: لكن تسمية المجلة باسمك أمر لم يسبق له مثيل من قبل وحتى الآن ولا يوجد فى أى مكان شرقا أو غربا.- ضحكت قائلة: كل اللى كانوا معايا مثل إبراهيم خليل والحاج حسن  ربنا يرحمهم جميعا أصابتهم دهشة شديدة من قرارى هذا، لكننى قلت لهم: أنا ممثلة مشهورة فإذا أصدرت مجلة باسمى روزاليوسف فسيقبل عليها الجمهور وتنفد على الفور وهذا ما حدث بالفعل. وقبل أن أختم حوارى معها سألتها عن رأيها فى مستوى المجلة التى تحمل اسمها.- أجابت: طول عمر روزاليوسف مدرسة تخرج فيها نجوم الصحافة سواء قبل وفاتى أو بعد موتي، لكن جاءت فترة هبطت فيها وأصبحت وحشة قوى خاصة بعد خروج إحسان منها فى الستينيات من القرن العشرين، لكنها بعد ذلك استردت مكانتها القديمة. والمجلة فى وضعها الحالى كويسة ولكن أتطلع إلى الأحسن، خاصة فى الإخراج، وربنا يوفق رئيس تحريرها الصحفى الشقى «إبراهيم خليل»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق