قد تتعجب حضرتك من عنواني هذا وتتساءل عن مغزاه، والحقيقة انني شعرت بالدهشة من زيارة الرئيس التونسي إلى مصر ، والسبب معروف لي ولك، فالثورة التونسية قدمت نموذج ناجح للديمقراطية والحكم المدني والانتقال السلمي للسلطة برغم كثرة المؤامرات التي حاكت لأسقاطها من جانب العلمانيبن وكذلك الإرهاب الأسود واصحابه من المتشددين الذين اساءوا لأسلامنا الجميل ومازال مستمرا حتى اليوم وأدى إلى خراب السياحة والاقتصاد. وكان الشعب المصري يأمل ان تلحق بلادنا بتونس وتتفوق عليها وتتصدر المشهد وتكون قدوة لغيرها في الحكم المدني ، والتحول السلمي والديمقراطية الحقيقية التي يتعايش في ظلها مختلف التيارات! ولكن للأسف سقطت بلادي في هذا الامتحان سقوطا رهيبا دفعت ثمنه بالعديد من الشهدا وآلاف المعتقلين بعد تدخل الجيش في شئون الحكم وقيامه بانقلاب أطاح بالشرعية ، وحكم العسكر حاليا يحكم بلادنا بالحديد والنار. والتفسير الوحيد لتلك الزيارة التي جمعت الناجح والفاشل معا في مشهد لا يستقيم يتمثل في سبب شخصي فالرئيس التونسي ينتمي إلى التيار العلماني ، ومنافسوه الاشداء في تونس هم الإسلاميون ، وقد فاز عليهم بصعوبة في الإنتخابات الأخيرة ، وزيارته للسيسي نوعا من الكيد لهم عندما يصافح من بطش بإخوانهم في الشرق وسفك دماءهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق