ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 10 أكتوبر 2019

صورة من قريب: ثلاثة مصادر شكلت الفنان فاروق حسني ..أول لوحة في حياته باعها لست الحبايب بخمسة جنيهات!


قبل أيام بدأ الفنان فاروق حسني مرحلة جديدة من حياته!
وقد أعلن رسميا عن بدء مؤسسة فاروق حسني للتقافة والفنون لنشاطها وأقيم احتفالا بهذه المناسبة ، وكان هناك العديد من رموز المجتمع المدني ونجومه من شتى الاتجاهات والأعمال. وتلك المؤسسة التي أعلنت تضع أمامها حلما بأن تكون الثقافة الراقية مكونا أساسيا من مكونات الشخصية المصرية وأن تصل إلى كل الطبقات فلا تقتصر على النخبة.
وفاروق حسني أنطلق كفنان بعدما تخلص من أعباء وزارة الثقافة عقب ثورة يناير! وعادة الوزير بعدما يترك الوزارة ينكمش في بيته، ويفقد بريقه ونجوميته، لكن حدث العكس مع الفنان فاروق حسني لأنه أعتمد على فنه وليس على منصبه الوزاري! ولذلك تراه حتى الآن ملء السمع والبصر ، ولوحاته التي يرسمها تلقى رواجا كبيرا سواء في مصر ودول الخليج والدول الأوروبية وغيرها. وقد أجريت معه أكثر من حديث صحفي على مدى السنوات الماضية.. وفي حياة كل إنسان ذكريات وأيام لا ينساها هي التي شكلت في النهاية شخصيته..
1_ البدايات..
سألت فاروق حسني عن البدايات التي شكلت منه فنان.. قال إن بدايته كفنان استمدها من مصادر ثلاث:
* الاخ الأكبر "حسني" الذي تحمل عبء أخوته مبكرا وعمره 19 سنة فقط بعد وفاة الوالد، وكنا نصف دستة من الأشقاء وأنا قبل الأخير.. أخي حسني عمل في الملاحة ثم أصبح مديرا لشركة سياحة، لكنه كان فنانا من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، وكانت له إمكانيات فنية كبيرة ، يجيد عدة لغات، ويهوى الموسيقى ويعزف على "الماندولين"، وهو الذي شجعني على الرسم، وكنت الرسام الوحيد في العائلة.. رحمه الله ألف رحمة.
* أمي يرحمها الله واسمها "فردوس حسين غالب" من الإسكندرية ، كانت مستنيرة وقوية الشخصية ، وهي التي تولت رعايتنا وأصرت على إستكمال تعليمنا رغم ظروفنا الصعبة بعد وفاة أبي، وكانت تحب القراءة ومتذوقة للفن، وشجعتني جدا على العمل كفنان، وأول لوحة بعتها في حياتي كانت لست الحبايب وحصلت منها على خمسة جنيهات ، وكان مبلغا لا يستهان به في ذلك الوقت من ستينات القرن العشرين الميلادي ، وكانت لوحتي تمثل منظرا طبيعيا يمثل البحر، وسحر الأسكندرية. ولا أنسى فضلها في تشجيعي عندما اتجهت إلى الرسم التجريدي، ورفض الكثيرون أسلوبي الجديد، وأعتبروه غير مفهوم ، لكن أمي شجعتني وأخذت بيدي.
* أستاذتي في المدرسة والكلية.. وأتذكر منهم خاصة الدكتور "حامد عويس" الذي أنتقل بعد ذلك ليعمل في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية رئيساً لقسم التصوير. وقد تخرجت من تلك الكلية، ولكن من قسم الديكور! ولم اكن أرغب فيه ، لكن وكيل الفنون الجميلة الدكتور "حسين فوزي" كان يختار بنفسه طلابه الذين يرى فيهم موهبة، واعجب بي واختارني طالبا عنده بقسم الديكور، وبعد مرور عام شعرت أنني لا أميل إلى تلك الدراسة، وان مكاني الطبيعي في قسم التصوير عند أستاذي الدكتور "حامد عويس" الذي رفض قبولي قائلا : "أنت أخترت وعليك أن تتحمل مسئولية أختيارك"، فكان هذا درسا لي، وخلق عندي إرادة التحدي الكبير، وصممت على التفوق في القسم الذي أدرس فيه ولا أميل إليه.
والحمد لله كنت من المتفوقين دوما في دراستي.
2_ أول معرض
بالطبع أتذكره ، كان عمري وقتها 22 سنة ، وقد اقمته في "أتيليه الأسكندرية" بعد تخرجي سنة 1965، وله مذاق مختلف عن كل المعارض الأخرى التي أقمتها بعد ذلك ، وقد بلغ عددها حتى هذه اللحظة أكثر من أربعين معرض، وفي معرضي الأول حرصت على دعوة أصدقائي وكل أفراد عائلتي.. فكان معرض عائلي ومناسبة أجتماعية للأسرة. وكنت في ذلك الوقت أعشق رسم الطبيعة.
وأول معرض أقمته بالخارج كان في مدينة "نانت" بوسط فرنسا سنة 1975، ثم بمدينة "ليل" بشمال فرنسا بعدها بسنة، وكنت في ذلك الوقت مدير المركز الثقافي المصري في باريس.. وتلك أيام جميلة لا أنساها في حياتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق