ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 13 أكتوبر 2019

صورة من قريب:سألت الفنان فاروق حسني : ما أتعس يوم في حياتك؟؟


العقلية الشرقية في أعماق كل رجل مصري
الحوار الذي أجريته مع الفنان فاروق حسني كان غير تقليدي ، سألته في الجزء الأول من الحديث عن هؤلاء الذين شكلوا في النهاية هذا الفنان واسمه فاروق حسني، وأول لوحة باعها في حياته ، وإلى الجزء الثاني من الحديث حيث سألته عن أتعس يوم في حياته ، وأيامه السعيدة، وأطلق مفاجأة حين قال لا أنصح بالزواج من أجنبيات وشرح أسباب ذلك ، ثم تطرق حديثه إلى عمل المرأة والمحجبات، وأكد أن علاقته بأخته المحجبة زي الفل.
وإلى الجزء الثاني من الحوار..
ويواصل "الفنان" فاروق حسني الحديث عن حياته الخاصة قائلا : أتذكر بالطبع أيامي الحلوة عندما كنت شابا صغيرا عنده نقاء حسي، وإستشراف للحياة، وإقبالا عليها، يحاول إثبات وجوده في مجال الفن التشكيلي ، وفي تلك الأيام الجميلة عرفت الحب الحقيقي لأول مرة ، وقررت الارتباط بها، وأتفقنا على الزواج بعد تخرجي! وكان قد تم تعييني في ذلك الوقت سنة 1964 بقصر الثقافة في الانفوشي! وذهبت لطلب يدها من أهلها ، وفوجئت بأمها ترفض ذلك بحجة أنني في مقتبل حياتي ومرتبي ضعيف! وحاولت إقناعها أنني فنان ويمكن بسهولة الحصول على كسب إضافي ، لكنها لم تفهم! وهكذا فشلت في الاقتران بمن دق لها قلبي ، وكانت صدمتي عنيفة، وأعتبر هذا اليوم من أتعس أيام حياتي.
(صداقات أوروبا!)
قلت له : سافرت في أوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي للعمل في فرنسا ثم بإيطاليا، فهل "طب قلبك" هناك؟
ضحك قائلا بتلقائية : صداقات نعم.. حب لا!
وشرح ما يعنيه قائلا : مكثت تسع سنوات في باريس كملحق ثقافي ومديرا للمركز الثقافي المصري وفي سنة 1979 انتقلت إلى إيطاليا وأصبحت مسئولا عن الأكاديمية المصرية للفنون في روما ومكثت هناك حتى سنة 1987، وعدت إلى بلدي بعدما تم إختياري وزيرا للثقافة ، وفي سنوات الغربة الطويلة بأوروبا كانت لي صداقات عدة مع الرجال والنساء تقوم على الود والاحترام ، لكنني كنت حريصا جدا في سلوكي الشخصي وذلك لسببين أنني مسئول ومعروف بين المصريين وأبناء البلد التي أعيش فيها ، والسبب الثاني أنني مقتنع أن الحب الحقيقي لابد أن يتم تتويجه بالزواج ، ولم أكن يوما متحمسا للزواج من بنات الخواجات!
(العقلية الشرقية في أعماقنا)
توقفت أمام تلك المفاجأة الكبيرة وقلت له : هذا الكلام غير متوقع منك لأنك معجب بالحضارة الأوروبية وعشت طويلا هناك.
أجابني : لست معجب عمياني! فهناك أمور وأوضاع مختلفة تماما عن تقاليدنا، وكل واحد منا في أعماقه عقلية رجل شرقي مهما إدع غير ذلك! ولذلك تجدني لا أنصح بالزواج من أجنبية.
(عمل المرأة.. منزلها أهم!)
انتهزت فرصة الكلام عن الزواج لأسأله عن عمل المرأة قائلا : والدتك رحمها الله لم تكن تعمل.. فما رأيك في عمل بنات حواء ؟
أجابني قائلا : كان مستحيلا أن تعمل أمي خارج منزلها وهي مشغولة بتربية أبناءها الستة.. يعني نصف دستة! لكنها كانت ناجحة بكل المقاييس والمهم النجاح سواء عملت أو أقتصر عملها على شئون بيتها فقط!
وأضاف فاروق حسني قائلا : الفتاة ولاشك لها حرية واسعة في العمل حتى تتزوج ، وبعد ذلك عليها أن تلائم بين عملها وبيتها، ومنزلها أهم! والرجل الشرقي عندنا أناني وله طلباته!! ولا يمكن أن تتركه زوجته طيلة النهار بحجة أنها تعمل! فلابد أن يكون لعملها ساعات محدودة لأن بيتها له متطلباته، ولا يعقل أن تهمله! وبإختصار المرأة التي تعجبني هي التي تجمع بين الحسنيين.. بيتها وعملها.
(الحرب على جبهتين!)
أنتقل حوارنا إلى الأيام الحلوة والمرة وهو وزيرا للثقافة فقال كل نجاح احققه يعتبر من الأيام الحلوة، وأسعد أيامي عندما يتم افتتاح مشروع جديد! اما أيامي المرة فكانت في بدايات عملي في الوزارة حيث كانت السهام تنهال على شخصي من كل إتجاه ، وكانت الحرب على جبهتين.. المعارضة وصحفها من ناحية ، والعديد من المثقفين من جهة أخرى حيث إنهم فوجئوا بإختياري ، وكنت غريبا عليهم، وكان منهم من يتصور أنه أفضل مني في تولي كرسي الوزارة! ولم أشغل نفسي بالرد عليهم، بل ركزت جهدي في عملي ، ووضعت خطة واضحة الملامح لإقامة حياة ثقافية متكاملة.. وأعتقد أنني نجحت والحمد لله ، ولم يكن هذا بالأمر السهل.
(رأيي في الحجاب)
ويقول الفنان فاروق حسني عن الحجاب.. أولا أراه حرية شخصية ولا أعترض على من تلبسه، ولمعلوماتك عندي أخت محجبة اسمها آمال ورغم ذلك علاقتنا حلوة! وما أرفضه بقوة هو النقاب، فالمرأة عندما ترتديه تنسحب من الدنيا ، بالإضافة إلى إهانتها للإسلام ذاته الذي لا يقبل هذه الصورة من أتباعه المؤمنات.. وربنا خلق الإنسان جميلا والنقاب يخفيه!!
وإذا جئنا إلى الحجاب فأنني كما قلت أكثر من مرة أفضل غير المحجبة وهذه حريتي الشخصية ، لكنني أتعامل مع المحجبات دون مشاكل ، كما حدث عندما كنت وزيرا حيث كان عدد كبير من العاملين معي بالوزارة محجبات، وكنت أحترمهن وعلاقتي بهن زي الفل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق