عجائب عبد القدوس - ذكرى المعجزة

حياتها ولاشك تدخل في دنيا العجائب!! أراها معجزة في عصر لا توجد فيه معجزات! جاءت إلى مصر من لبنان أوائل القرن العشرين الميلادي صغيرة ويتيمة ووحيدة وبلا أي أقارب على الإطلاق ، ومع ذلك نجحت نجاحا باهرا بالتمثيل أولا حتى أطلقوا عليها لقب "سارة بيرنار الشرق" أشهر ممثلة في عالم الفن في ذلك الوقت! ثم أعتزلت هذا المجال وهي في قمة شبابها ومجدها احتجاجا على نظرية "الجمهور عايز كدة"! فهي لا تقبل سوى بالفن الرفيع.
وعقب اعتزالها عام 1925 قامت بتأسيس مجلة تحارب الفساد في الفن ثم في مصر كلها! والمطبوعة تحمل اسمها في سابقة لم يسبق لها مثيل من قبل ولا من بعد أيضا ، فلا توجد صحيفة في الدنيا تحمل اسم صاحبها سوى مجلة تلك السيدة المعجزة! واشتهرت مجلتها وذاع صيتها ، وتخرج منها جيل ذهبي من الصحفيين كانوا ملء السمع والبصر في الصحافة المصرية كلها.. وكل هؤلاء تخرجوا من مجلة السيدة التي لم تكمل تعليمها.
وأراهن أن حضرتك بذكاءك عرفت من تلك الأعجوبة ..إنها "روزاليوسف" وهو الاسم الذي اشتهرت به في عالم التمثيل والصحافة ، واسمها الحقيقي "فاطمة محمد محي الدين اليوسف".. وروز تعني بلغة الخواجات الوردة، اما اليوسف فهو اسم عائلتها، وهكذا أصبح اسمها "روزاليوسف" !وأفتخر أنها جدتي ، قال عنها حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله : جدتك معجزة! وكنت أظن أن كلامه هذا من باب العاطفة والحب لها حتى قرأت سيرتها وتأكدت من صدق كلامه.. وقبل أيام كانت الذكرى ال 94 لتأسيس روزاليوسف وربنا يرحمها مليون رحمة.