عجائب عبد القدوس - من هي "سمراء" التي عاشت في عصر نبي الإسلام ؟

معلومة جديدة عرفتها منذ أيام فقط أقدمها لحضرتك بمناسبة المولد النبوي الشريف. وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كان عدد المؤمنين في ذلك الوقت 124 ألف مسلم ومسلمة. وقام المؤرخون بتصنيف هؤلاء وإبراز قياداتهم وأصحاب المكانة بينهم فكان عدد هؤلاء ثمانية آلاف شخص من بينهم ألف أمرأة. وهذه الإحصائية شيئ مذهل بالطبع، فمن بين كل ثمانية أفراد تجد واحدة من بنات حواء ، وهذا يدل على مكانة سيدتي في عصر نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام مقارنة بأوضاع النساء في العصور المتأخرة.
وأذكر لك واحدة من هؤلاء أسمها "سمراء"! وأظنك قد أصابتك الدهشة مثلي وأنت تتوقف عندها! ومن المؤكد أنك لم تسمع بها في حياتك. ويبدو أن "سمراء" معروفا عند العرب سواء كأسم أو صفة فالأمير السعودي الشاعر عبدالله الفيصل له قصيدة مشهورة مطلعها سمراء يا حلم الطفولة! وقد أقنعه حبيبي الراحل إحسان عبدالقدوس رحمه الله بأن يغني تلك القصيدة مطرب ناشئ في ذلك الوقت أوائل الخمسينات من القرن العشرين الميلادي اسمه عبدالحليم حافظ قائلا له : صوته حلو جدا ، وهذا ما حدث بالفعل وهي أول قصيدة غناها المطرب الشهير في حياته ، وربنا يرحم الجميع! لكن من هي "سمراء" التي كانت لها مكانتها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وإن كانت مجهولة لي ولحضرتك؟؟
يقول المؤرخون أنها كانت المسئولة عن مراقبة التعاملات بالسوق في المدينة المنورة واسمها "سمراء بنت نهيك" ويلاحظ أن هذا المنصب شغلته بعد ذلك أمرأة في عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين "عمر بن الخطاب" واسمها "الشفاء بنت عبدالله".
ولاشك أن ضبط الأسواق وظيفة بالغة الخطورة خاصة إذا كان التجار يشكلون العمود الفقري للسكان، ومن الطبيعي أن يعهد بهذا الأمر لرجل فاهم في البيزنس، لكن أن يوكل هذا الأمر إلى أمرأة فهذا دليل مؤكد أن سيدتي في هذا المجتمع لها مكانتها الكبيرة.
والمؤسف جدا أن حواء تدهورت أحوالها مقارنة بعصور الإسلام الأولى ، وساد التخلف المجتمع كله لا فارق بين حواء وآدم، بل ورأينا إتهام النساء بأنهن ناقصات عقل ودين!! وكل شيء خاص بها يدخل في بند الحرام ومجرد الحديث عنها ممنوع!! عجائب.