ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

عجائب عبد القدوس - شيء لا يصدقه عقل - صورة عدو إحسان عبدالقدوس تزين بيته!


قلت لحضرتك من قبل : والدي إحسان عبدالقدوس ربنا يرحمه مليون رحمة يختلف عن كل الآباء الآخرين من حيث مساحة الحرية التي يعطيها لأولاده حتى ولو تضرر هو من ذلك!!
وأخبرتك قبل أسابيع كيف تم فصله من أخبار اليوم عام 1968 بسبب اشتراك أولاده في المظاهرات الطلابية التي جرت احتجاجا على كارثة عام 1967 على يد العدو الإسرائيلي ، ولم تتأثر علاقتنا به أبدا رغم ما حدث له والضرر الكبير الذي أصابه!!
وهناك قصة أخرى أشد غرابة أبطالها العبد لله ووالدي العظيم ، كانت صورة عدو أبي معلقة في حجرتي، ولم يقم بتمزيقها أو يأمرني بإزالتها! لأنني حر أفعل ما أشاء بحجرتي، وهكذا كان تعبيره!! وأراهن أنك ستقول معي: هذا الأب لا يوجد له مثيل.
والحكاية من أولها أنني إنسان ثوري من زمان! وكنت ساخطا جدا على النظام الحاكم الذي أودى بنا إلى التهلكة وكان سببا في أحتلال سيناء والأراضي العربية الأخرى وعلى رأسها القدس الشريف والمسجد الأقصى. وبحثت عن البديل دون جدوى ، وفي هذا الوقت وتحديدا عام 1969 ظهر حاكم شاب جديد بدولة عربية، واعجبت به جدا في البداية قبل أن أكتشف أنه مقلب كبير، وأن أبي كان معه حق 100% في رفضه له.. هل تعلمون من هو ؟ أنه معمر القذافي الذي أطاح بالحكم الملكي في ليبيا وحكم بلاده وتعلقت عليه الآمال في البداية ، فقد كان مختلفا في بدايته عن كل الحكام العرب ، وكنت أحد المخدوعين به، وبلغ من درجة إعجابي أنني قمت بتعليق صورته في حجرتي بالمنزل الذي أقيم فيه مع أبي. ووالدي أول من كشف حقيقته وهاجمه بعنف متهما إياه بأنه يريد حكم مصر وليبيا لا تكفيه!! كما أنه حاكم مستبد لا يختلف في شيء عن الحكام العرب الآخرين. وكان من الطبيعي أن يأمرني بإزالة صورته، لكنه لم يفعل!! بل قال لي: سيأتي اليوم الذي تكتشف أنك مخدوع فيه خدعة كبرى! وفي يوم فوجئنا بأمن الدولة يأت إلى منزلنا بعدما تقرر أن تفرض حراسة خاصة على إحسان عبدالقدوس وأن يلازمه حارس كظله في كل مكان يذهب إليه! لأن القذافي حاول أغتياله والحمد لله تم ضبط الجاني في أحد البارات بالإسكندرية ، وكان سكيرا وهو يقول : إحسان عبدالقدوس لا يستحق أكثر من طلقتين! وأخرج مسدس وأثار فزع الحاضرين وتم القبض عليه!! وقلت في نفسي : مش معقول الزعيم اللي أنا معجب به يحاول قتل حبيبي مهما بلغت درجة الخلافات بينهم!! ولم أصدق تلك المزاعم، وبالطبع توقع أبي وأسرتي كلها إزالة صورة القذافي من حجرتي ولكن هيهات!! وقبيل حرب اكتوبر بعدة أشهر جاء إلى مصر والتقى بالصحفيين في أخبار اليوم ، وكان والدي بالخارج، وسعيت بالطبع إلى مقابلته، وكنت مازلت في بداية الطريق أشق طريقي في عالم الصحافة، وأصيب القذافي بالدهشة والذهول وأنا أقدم له نفسي :"محمد إحسان عبدالقدوس وأنا على فكرة معجب بك جدا"!! وسارع راديو طرابلس إلى القول بأن نجل إحسان عبدالقدوس أعلن تأييده للزعيم المفدى ضد والده!! وأثار هذا الكلام ضجة كبيرة، وقلت مدافعا عن نفسي : "ماحصلش أنني ضد أبي فهو على رأسي من فوق"!! وعاد حبيبي من الخارج وعندما علم بالقصة رأيته "واخد على خاطره" دون أن يخاصمني، لكن سرعان ما عاد إلى طبيعته ، رغم أن صورة القذافي ماتزال في حجرتي!!
ورأيت حاكمي المفضل يهاجم حرب اكتوبر والعبور العظيم ، بعد وقف إطلاق النار ، ويقول أن ما جرى مؤامرة بين السادات والأمريكان لتحريك الموقف السياسي!! ولم أعد أحتمل وقلت في نفسي وأنا أمزق صوره: الله يخرب بيتك.. حرب اكتوبر أعظم ما قامت به مصر!! أبويا كان معاه حق في كل ما قاله عنك!! وعندما شاهد أبي صور حاكم ليبيا في "الزبالة" أخذني بالأحضان قائلا : كنت واثق أنك ستفعل ذلك بمحض إرادتك.. وكتبت بعد ذلك تلك القصة قائلا : أبي كان معاه حق 100% وأنا كنت غلطان مليون مرة!! وأسألك من جديد : هل شاهدت من قبل أب جميل في سماحة حبيبي أبي!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق