ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 28 نوفمبر 2013

المصري اليوم, حضرتها طهقانة من قعدة البيت

أتفهم تماماً الأسباب التى تدفع المرأة إلى العمل، وقد كتبت عنها الأسبوع الماضى مثل أن تعمل لكى تشارك فى أعباء المنزل، وهذه هى الحالة الشائعة أو عاملة قبل أن تتزوج وتلك ظاهرة أخرى منتشرة، أو لأنها موهوبة فى تخصص معين، والمطلوب من الدولة أن تستفيد من خبرتها.
وكذلك فإن العمل واجب عليها فى كل ما يتعلق بالتخصصات النسائية.
وهناك عوامل أخرى تدفعها للخروج من منزلها وأراها غير مقبولة، وهى فى هذه الحالة تكون عبئاً على العمل ذاته.. لأنها ذهبت إلى هناك لأسباب تخصها مثل قول الزوجة: «إنها طهقانة من قعدة البيت، وأشعر بفراغ وملل وعايزة أشتغل»!! أو قولها: لن أترك مصيرى فى يد راجل!! فلابد لى من العمل حتى أحمى نفسى إذا غدر بى يوماً وطلقنى، فالرجالة مالهموش أمان!! وهناك من تفكر بمنطق المساواة، وتتساءل: ولماذا يعمل آدم بينما حواء فى منزلها؟. لابد أن تنزل إلى مجال العمل زيها زيه بالضبط!!
ويلاحظ على هذه الحالات الثلاث وغيرها أن العمل ليس هدفا فى ذاته، بل الغرض من عملها أسباب أخرى تجمعها محاولة الهروب من منزلها، الذى منه تستمد قوتها ومكانتها، وقديما قالوا: «المنزل مملكة المرأة، لكن الدنيا تغيرت عن زمان، بعض النسوة حالياً تجد الواحدة منهن تفتخر بأن العمل كل حياتها، ومنه تستمد شخصيتها ووضعها فى المجتمع»!
وفى الدنيا التى عشت فيها كان أبى رحمه الله نصيراً للمرأة من طراز فريد قادر على التعبير عنها بأفضل مما تعبر هى عن نفسها، ومع ذلك نجد رؤيته أن المرأة السوية زوجة وأم بالدرجة الأولى، والعمل فى المرتبة الثانية، وهذا يتفق مع الفطرة السليمة، وأنت إذا سألت أى امرأة شرقاً أو غرباً فستجد الإجابة واحدة: أولادى بالدنيا أغلى عندى من كل كنوز الأرض ولهم الأولوية قبل أى شىء آخر.
وأبى إحسان عبدالقدوس، رحمه الله، كان مختلفاً تماماً عن سى السيد، يرى أن مملكة المرأة فى منزلها، ويسميها رئيسة مجلس إدارة المنزل، ويعطيها كل الصلاحيات بالفعل حتى لا تكون اسماً بلا مسمى، فلا يتدخل فى شؤون المنزل إلا قليلاً، ويكتفى بالإشراف العام، ومعرفة آخر أخبار البيت، بينما السلطات الفعلية فى يد الزوجة عكس عقلية الرجل الشرقى، الذى يصر على التدخل فى كل صغيرة وكبيرة، ويعامل امرأته من علٍ، وكأنه سيدها، أما نصير المرأة والدى فكان يراها على قدم المساواة معه.
وفكرة أن تعمل المرأة حتى يكون لها سلاح فى مواجهة الزوج إذا قرر طلاقها، خاصة أن «رجالة هذا الزمان مالهموش أمان» تفكير غريب حيث إنها تتوقع الشر مقدماً!! وأن شريك عمرها يمكنه أن يغدر بها! لكنها لو نزلت إلى ميدان العمل بعد الطلاق لا قدر الله، فلن يلومها أحد فى هذه الحالة، ويمكنها أن تنجح فى عملها، لأنها ستبذل فيه جهداً مضاعفاً يعوضها عن فشلها، وذلك بعكس إذا انطلقت للعمل، لأنها زهقانة من بيتها أو بحجة المساواة، أو الخشية من غدر الرجالة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق