ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 21 نوفمبر 2013

المصري اليوم, عندما يكون عمل المرأة فرضاً عليها

تحدثت مع حضرتك الأسبوع الماضى عن «المرأة البطلة» التى تنجح فى الجمع بين بيتها وعملها، فهى بمثابة نعمة من السماء على زوجها وأبنائها، وفى الوقت ذاته تشارك فى بناء الوطن من خلال عملها، فهى تستحق التحية والتقدير من خلال جمعها بين الحسنيين بتفوق.
وعقلية الرجل الشرقى ترفض عمل بنات حواء من أساسه!! ومكانها منزلها لتربية أولادها وخدمة سى السيد زوجها، فتكون رهناً لإشارته فى تلبية متطلباته!! وإسلامنا الجميل له لغة مختلفة، بل إنه فى حالات معينة يكون عمل المرأة فرضاً عليها.. وبداهة لا يمكن أن تكتفى المرأة ببيتها فقط إذا كانت متفوقة فى أحد مجالات الحياة كالطب والهندسة، فلابد أن تستفيد الدولة من خبرتها وتفوقها، وهناك أحياناً مجالات لابد أن تشغلها سيدتى مثل التدريس فى مدارس البنات، وكل ما يتعلق باحتياجات حواء مثل تصفيف شعرها، وبيع الملابس النسائية وغيرها، والغريب أنه فى بلادنا تجد أشهر من يعتنى بشعر سيدتى وجمالها ورونقها، مثل الأزياء غالبيتهم العظمى من «الرجالة»!! مع أن النساء أولى بهذه المهمة، والأغرب من ذلك أن ترى المطالبين بالمساواة بين الرجل والمرأة يدافعون عن تلك الأوضاع العجيبة!!
والحالة الثالثة عندما تتفق الزوجة مع زوجها على اقتسام أعباء الحياة وتحمل نفقات منزل الزوجية سوياً، وهنا يصبح عمل المرأة فرضاً عليها بمقتضى هذا الاتفاق وفق تعاليم إسلامنا الجميل وليس بمزاجها، ولكن ليس من حق الزوج الاستيلاء على راتبها، بل هى تشاركه فى الصرف على متطلبات منزلها من فلوسها وبكامل إرادتها وحريتها ودون إكراه.
والحالة الرابعة، منظر بديع كنت تشاهده فى الريف المصرى حتى وقت قريب، عندما يخرج الفلاح منذ الصباح الباكر حاملاً فأسه وهى حاملة معه وعاء البذور تساعده فى عمله، وأحياناً تجد معهما أولادهما الصغار، ولو كان للمرأة صورة مثالية فى مجتمعنا لكانت صورة تلك الكادحة العاملة المجتهدة وليس هؤلاء النسوة اللائى يجدن الثرثرة من الهوانم!!
وإذا سألتنى: أليس من حق الفتاة التى لم تتزوج بعد أن تعمل فى مجال يناسبها؟ أجبت بالإيجاب دون أى تردد حتى تجد شريك عمرها الذى تراه لائقاً بها، وبعدها تتغير حياتها بالكامل عندما يصبح بيتها وأبناؤها أهم ما فى دنياها.
وعندما تخرج المرأة للعمل بعد الزواج لأنها «زهقانة» و«طهقانة» فى بيتها فهى بالتأكيد ستكون عبئاً على العمل بهذه العقلية، حيث ذهبت إلى هناك للتسلية وملء فراغ حياتها وهذا منطق يرفضه إسلامنا الجميل ويحتاج إلى مناقشة هادئة فى المقال القادم بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق