سألني صديقي الحائر: هل تستطيع أن تعترف باخطاء الإخوان أم أن الشجاعة تنقصك؟أغتظت بالطبع من كلامه لكنني قلت له في هدوء: أخطاؤهم ولا حاجة أو هي مجرد مخالفات مقارنة الي جانب الجنايات والجرائم التي شهدناها بعد الإطاحة بالرئيس الشرعي في ٣ يوليو.قال صديقي علي الفور: لا تتهرب من السؤال.. أعرف أنك تنتمي للجماعة ومن الصعب عليك أن تعترف بأخطاء الإخوان.. ومن فضلك أخبرني عن »المخالفات« التي أرتكبوها علي حد تعبيرك.قلت له في هدوء: خطأهم الكبير يشبه الي حد بعيد ما جري عندما قررت لجنة الخمسين التي تضع الدستور إعدام مجلس الشوري!!رأيت الحيرة علي وجهه وهو يقول: مش فاهم حاجة.. ما دخل هذا بذاك واضح أنك تتهرب من سؤالي.قلت له: أبدأ.. هناك تشابه كبير يلاحظه الانسان الذي يفهم! فالشوري تم حلها بفارق أربعة أصوات فقط.. كان هناك ٩١ صوتا مؤيدالبقاء المجلس، و٣٢ صوتا طالبوا بالغائه، والأصوات الأربعة الفارق هي التي رأيناها عندما قررت جماعة الإخوان دخول انتخابات الرئاسة.. كان هناك ٢٥ صوتا معارضا لذلك مقابل ٦٥ وافقوا علي خوض معركة الرئاسة.. وفي الحالتين فان اتخاذ قرارات خطيرة كهذه بفارق ضئيل من الأصوات أم مرفوض يترتب عليه نتائج سيئة، فمثل هذه القرارات المصيرية لابد أن تلقي تأييدا واسعا ولا يكتفي بفارق بسيط من الأصوات.وأضفت قائلا لصديقي الحائر: كنت أتمني أن يظل الإخوان خارج الحكم لسنوات ويعملون علي إصلاح المجتمع واكتساب ثقته وتهيئته لتطبيق الشريعة وتعاليم مؤسس الجماعة الشهير حسن البنا تنص علي ذلك، فهو يقول عن كيفية إقامة الدولة الاسلامية انه يبدأ بأطلاع الفرد ثم الأسرة والمجتمع وأخيرا الحكومة، لكننا تعجلنا وقد تكون هناك أسباب دفعت الجماعة الي استعجال الترشح للرئاسة، وكان يمكنهم مثلا أن يقفوا الي جانب المرشح المحترم محمد سليم العوا الذي حاز وحده علي نصف مليون صوت، لكننا نقول: قدر الله وما شاء فعل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق