حوار مع حائر - أخبار اليوم,

قال لي صديقي الحائر بطريقة فيها سخرية‮: ‬عايز أعرف رأيك في القضية التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي بأعتبارك محاميه‮!!‬وطريقة كلامه جعلتني أغتاظ منه وكدت أن أنفجر في وجهه لكنني ضبطت أعصابي ووجدتها فرصة لأشرح له ولأمثاله وجهة النظر الأخري‮. ‬وفي البداية قلت له في هدوء مفتعل‮: ‬إذا كنت تعتبر نفسك محامي مبارك فأنا محامي‮  ‬الشعب المصري ولا أدافع عن مرسي بالحق والباطل،‮ ‬وكثيرا ما أنتقدته من قلب الإخوان وهو في السلطة وكانت عندي ملاحظات عديدة علي أدائه‮!‬وبعد هذا‮ »‬الدش البارد‮« ‬الذي لم يعلق عليه صاحبي دخلت في صميم الموضوع قائلا‮: ‬أولا محاكمته في هذا التوقيت بالذات‮  ‬غير ملائمة بالمرة،‮ ‬البلد مولعة ومثوله أمام القضاء حاليا يجانبه الصواب،‮ ‬لكن رغبة الانتقام والتشفي أراها تطغي علي مصلحة مصر بعد الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلد بحق وحقيقي‮.‬قال صاحبي‮: ‬أنا معاك في أن التوقيت‮ ‬غير ملائم،‮ ‬لكن العدالة لابد أن تأخذ مجراها،‮ ‬ويحاكم الرئيس وأعوانه والإخوان علي مذبحة الأتحادية التي وقعت عندما حاصر الثوار قصره‮!‬كانت إجابتي سريعة كطلقات مدفع رشاش‮: ‬مذبحة إيه يا أستاذ‮.. ‬القتلي الذي سقطوا في هذه‮ »‬الموقعة‮« ‬ستة من الإخوان بالاضافة الي الصحفي‮ »‬الحسيني أبو ضيف‮« ‬الذي كان واقفا في ذات المكان يعني كان مع الإخوان وزعموا أنهم قتلوه مع أن العقل يقول إنه مات علي يد من أطلق الرصاص علي التجمعات الإخوانية فقتلته خطأ‮.‬وفاجأت صديقي الحائر بالقول‮: ‬أنت وقعت بلسانك،‮ ‬وعندما سألني في دهشة‮.. ‬كيف؟ قلت له‮: ‬هل يسمح في أي دولة بحصار قصور الرئاسة أم‮ ‬يكتفي بالتظاهر أمامها فقط‮.. ‬وأنت قلت الثوار الذين حاصروا الأتحادية‮. ‬والمسئول الأول فيما جري وزير الداخلية السابق الذي سحب تشكيلات الأمن التي كانت موجودة أمام قصر الاتحادية وعددها ‮٣١ ‬تشكيلا من الأمن المركزي رأيناهم فجأة‮ »‬فص ملح وداب‮« ‬بالتعبير الشهير مما مكن بعض المحتجين من الوصول الي أبواب قصر الاتحادية والكتابة علي جدرانه بكتابات مسيئة للرئيس وهذا ما لا تجده في أي دولة والحرس الجمهوري رفض هو الآخر التدخل مما أدي في النهاية الي نشوب حرب أهلية مصغرة أمام قصر الاتحادية بين الإخوان الذين هرعوا للدفاع عن الرئيس وضد خصومه‮.. ‬والسبب فيما جري‮ ‬غياب أجهزة الدولة عن القيام بواجبها‮.. ‬وقلت لصاحبي في نهاية كلامنا‮: ‬ياريت محاكمة الرئيس مرسي وأعوانه تكون جنائية وليست سياسية‮.