حوار مع حائر - أخبار اليوم,

سألني صديقي الحائر عما أريده من رئيس الجمهورية القادم بصرف النظر عن اسمه؟قلت له: أول شيء المصالحة ثم المصالحة ثم المصالحة.. لايمكن ان تتقدم بلد إلي الأمام وشعبها يعاني من الانقسام، فإذا نجح في انهاء هذه التمزق فهذا سيعني تلقائيا عودة الأمن والاستقرار ووجود بيئة اقتصادية جيدة تشجع علي الاستثمار.فوجئت به يعترض علي كلامي قائلا في عصبية: لاتصالح مع القتلة! وعلي فكرة لايوجد انقسام كما تتصور.. الشعب المصري كله يد واحدة في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية اللي حضرتك مازلت تنتمي إليها ولم تحاول التبرؤ منها!!تجاهلت كلامه وأنا متغاظ منه وقلت له شارحا وجهة نظري عايز رئيس قوي يحقق المصالحة وسيواجه حرباً عاتية من جهتين.. دعاة الإرهاب والعنف الذين يرفضون ذلك، ثم هناك النازيون الجدد وهؤلاء يرون ماجري فرصة ذهبية لسحق التيار الاسلامي كله ولذلك يرفضون كل أنواع المصالحة مع هؤلاء وواضح من كلامك أن حضرتك وأمثالك تعبر عن النازيين الجدد أفضل تعبير!! وكل يوم يسيل دم في الشارع لكنك تتجاهل ذلك وتزعم أن شعبنا كله علي قلب رجل واحد.. العتب علي النظر  يا أستاذ!!ومن جديد عاد يقول: الناس لاتريد مصالحة.. عايز من يصلح أحوالها التي تدهورت بشدة بعد ثورة يناير.. وعلي فكرة أعرف كثيرين بدون أن تلك الثورة كانت اضرارها أكثر من منافعها وقلت له: ما تقوله شيء طبيعي ومتوقع في تلك الأيام العصيبة التي نعيشها وليس بمفاجأة! وأنا منحاز إلي الناس العاديين في ضرورة تحسين أحوالهم ولكن هذا لايمكن! أن يتحقق قبل استقرار بلادنا.. فالمطلوب تحقيق المصالحة أولا!!قال صاحبي: يا أخي صدعت رأسي بكلمة المصالحة.. ما الذي تقصده بالضبط منها؟قلت له: أنها تقوم علي عدة مبادئ أربعة:< محاسبة بواسطة قضاء مستقل عن الدم الذي أريق بعد  ٣٠  يونيو الماضي.< التصدي بقوة لدعاة العنف الذين ينشرون الإرهاب ويثيرون الفزع في الشارع. وفارق كبير بين التظاهرات السلمية والتخريب.< الأفراج عن كل من لاصلة له بالعنف والسجون حاليا مليئة بهم وأراهم يشكلون أغلبية النزلاء!!< رفع شعار: «مصر لكل المصريين» والسماح للجميع بالمشاركة في بناء بلدهم عدا من ثبت تورطهم في العنف والتصدي بقوة للنازية الجدد الذين يرفضون ذلك.