جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, : زيارات السجون فرصة لا تعوض

أخبرتك بالأمس عن السبب الأول الذي يدفعني إلى البقاء في المجلس القومي لحقوق الإنسان؛ ويتمثل في حرص على فضح ما أراه من أخطاء, فأنا مناضل من داخل المجلس وليس من خارجه.
وهناك سبب آخر مهم جدا ويتمثل في أن بقائي بالمجلس القومي لحقوق الإنسان يتيح لي زيارات السجون وتفقد أحوالها عن كثب, وقد زرت حتى الآن ثلاثة منها, فهي فرصة لا تعوض للقاء إخواني من سجناء الرأي والتحدث معهم, ولا يعقل أن أجعلها تفلت من يدي.
والجدير بالذكر أنني أكاد الوحيد بالمجلس المتعاطف مع الإخوان الموجودين خلف الأسوار البعيدين عن العنف، ولذلك أستمع إلى شكاواهم بكل اهتمام, وأحاول قدر الإمكان التخفيف عنهم.
وأشهد أن زيارات المجلس القومي لحقوق الإنسان حقيقية وليست شكلية, ونذهب إلى هناك ومعنا أسئلة نبحث عن الإجابة عنها، منها مثلا تكدس الزنازين, وطريقة معاملة المسجونين, ومدة الإغلاق عليهم، ومدى جودة الطعام والشراب الذي يقدم لهم, وكل ما يتعلق بالزيارات التي يقوم بها الأهالي لذويهم المحبوسين مثل مدة الزيارة طريقة معاملة السجن لهم وهل يسمح لهم بإدخال الاحتياجات القادمة معهم والتي يريدون توصيلها إلى المسجون، وغير ذلك من عشرات التفاصيل سواء أكانت متعلقة بأوضاع السجن أم خارجه, فقد تأكد لنا مثلا أن سجناء الرأي تعرضوا للبهدلة في أقسام الشرطة عقب القبض عليهم، كما أن النيابة العامة خصم لهم وليست منارة للعدالة!!
وغدًا بإذن الله عندي سبب ثالث وأخير يتعلق بهذا الموضوع ومرتبط بالكلام الذي قلته.