ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 29 مارس 2014

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

فوجئت بصديقي الحائر يقول لي: اعتقد أن أستاذك الشيخ محمد الغزالي رحمه الله فقد مكانته القديمة بعد التغيرات التي جرت ببلادنا.. فقد كان من أكبر دعاة الإسلام السياسي الذي أثبت فشله!!
تضايقت بالطبع جدا من كلامه، لكنني استطعت ضبط أعصابي بصعوبة وقلت له وأنا مغتاظ: أستاذي وشيخي كان يدعو إلي أسلامنا الجميل بكل ما فيه والشوري من بين خصائصه.. يعني فيها سياسة، فهل أخطأ عندما كان يحارب الاستبداد باسم الإسلام؟!
واضفت قائلا: هناك نفر من الناس واضح أنك منهم يريد تجريد الإسلام من كل مواصفاته ليقتصر في النهاية علي مجرد العبادات.. فلاسياسة ولا اقتصاد ولا أي شيء آخر من مكونات الحياة: وهؤلاء اسماهم شيخنا الجليل أنصار التقاليد "الوافدة".. أي المستوردة من الغرب، فالخواجات يفهمون الدين علي أنه مجرد علاقة شخصية بين الانسان وربه فقط مكانه دور العبادة، وليس من حقه أن يقود الحياة.والإسلام مختلف بالطبع عن المسيحية التي تقول: "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
 وقلت لصاحبي: وإلي جانب أنصار التقاليد "الوافدة" أو أنصار الخواجات هناك أنصار التقاليد "الراكدة"، ويقصد بها عقلية الرجل الشرقي وهي منتشرة جدا في مجتمعنا أو عقلية "سي السيد" وهم ينظرون إلي المرأة من علو ويرفضون مساواتها بالرجل واعطاها حقوقها التي نص عليها إسلامنا الجميل! ولأن مصر بلد العجائب فانك تجد الكثير من المثقفين بالثقافة الغربية أو التقاليد المستوردة عندهم في أعماق نفوسهم تلك العقلية الشرقية، وهذا ما أكدته رئيسة المجلس القومي للمرأة التي أكدت أنه لا يوجد فارق يذكر بين هؤلاء وأنصار التشدد الإسلامي في النظر لسيدتي خاصة حقوقها السياسية، فهي دائما في الذيل خلف الرجل!!.
وأخيرا فان هناك فئة ثالثة شديدة الخطورة علي الوطن وإسلامنا الجميل، يتمثل في فهم الإسلام بطريقة متشددة. وهؤلاء شن عليهم شيخنا الجليل حربا موادة فيها، وأكد أنهم يسيئون إلي الإسلام أكثر مما يفعل أعداؤه.. وهكذا نجد أن الشيخ الغزالي كان له أعداء كثر.. أنصار الخواجات والاستبداد السياسي وعلماء السلطة وسي السيد والمتشددون من الإسلاميين، وبنو إسرائيل حيث كانت كل مواقفه تجاههم شديدة الصلابة.. أما الناس العاديون فقد أحبوه لأنه نموذج رائع للمدرسة الوسطية التي تقدم إسلامنا الجميل للناس بطريقة حلوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق